2/16/2010

كلام ليل


أحيانا أمتزج مع الليل فنصبح شخصاً واحداً

السواد ذاته والغموض كذلك



ليلي مختلف عن ليلكم

فيه أشعر بحريتي وخوفي .. فيه أمارس مختلف طقوسي الوحيدة

أضاجع الأطيف .. وأحتضن الأخيلة

وتنسكب مضخة دموعي بسهولة غريبة ولا أغاومها أبدا .. أترك لها مطلق الحرية في الوصول إلى حدود الذروة



لماذا أقيدها .. لماذا أمنعها



البكاء حالة من التحرر، من التعبير ، من الاغتسال



تمنحني العتمة شيء من السرية الفاضحة

انغمس فيها بشهوة متأججة .. وبنسق تصاعدي أنحدر إلى الأسفل



كم هو ممتع الانجرار وراء مشاعر من هذا النوع الغريب



أنتي أيتها الحبيبة الغائبة

نقطة كوني التي عجزت عن الوصول إليها



تقتلني هذه الموسيقى



نغماتها تذكرني بعينيك التي احب

لماذا انا عاجز عن الوصول لك

لماذا



في جواريري تتجمع بقايا نفس منهكة

وأشياء متناثرة من روح إنسان تعشق الحرية

اجمعها وانظر لها بسخرية وتهكم

أفكر في أن اذروها باتجاه الريح حتى تتلاشى في العدم

لكني احجم وانزوي تحت جناح ليلي الأسود أحصي أحلامي



اتساءل

لماذا أكتب

ولماذا أشعر

ولماذا لا أنام باكراً



ولا أجد جواب لسؤالي



متعبة الاسئلة مجهولة الجواب



---------------------

مسج



إلى طفلتي



لماذا لا ترتمين في أحضاني وتنسين العالم



أرجوك أحتاج إلى إشارة

هل هناك أمل ؟



----------------



2/08/2010

غروب


في وقت الغروب ، من هذا اليوم الشتوي البارد وقفت قبالة البحر
شدني المنظر بصورة جعلتني أعرج في طريق عودتي من عملي القريب إلى شاطئ الشويخ حيث بدا كل شيء كأنه مشهد الذروة في رواية تهكمية تسخر من الحياة .
قرص الشمس ينزلق بهدوء وروية نحو المغيب بلونه الأحمر الداكن سابغاً المدى بألوان شتى .
البحر ظل محتفظا بزرقته البراقة قاذفاً بأمواجه المتعالية إلى الشاطئ بغضب ظاهر.
الناس بدت كالأشباح البعيدة تتحرك بصورة آلية وأصواتها خافته جداً ، كل شيء كان ملائكياً
ظل الهواء البارد يلفح وجهي بقوة باعثاً في داخلي شعوراً نادراً يصعب وصفه.
كل شيء من حولي بدا تافها ولا يحمل أي معنى ، فقط هذه المشاعر التي تمددت واسترسلت في داخلي وبثت في الروح شجن من نوع خاص جعل الدموع "اللعينة" تتجمع من جديد في أحداقي التي ظننتها قد جفت.
بقيت واقفاً قرابة العشرة دقائق، رأيت فيها كل الذي مضى بلمحة سريعة جعلتني ارتعد مرات عدة قبل أن أنفض رأسي بسخرية مفتعلة وأجر نفساً ظلت معلقة بذلك المنظر وأكمل طرقي بهدوء وصمت.



من الصعب جداً بعد كل هذه الأحاسيس التي عصفت بالقلب وجرّحت الروح واستباحت الوجدان أن أتأثر بأحد ما من جديد ، أشعر برغم حاجتي للإحساس أنني غير قادر على الشعور بأحد ، لم تعد جدران القلب قابلة للاهتزاز ، أحتاج إلى "تسونامي" جديد كي أشعر بروحي المتهالكة".

نظرتي للأمور جميعها غير مكتملة ، في داخلي تضاد سافر ، وحيرة بغيضة ، ولعنة قاتلة ، وموت بطيء ، لا شيء في هذا الوجود الداعر يستحق ما يحدث ، لكنها الحياة .

خيمتي مرتوقة من كل جانب ، سئمت منها أيادي الراتقين ، منذ زمنا طويل وهم يحتوشونها من كل اتجاه ، في كل يوم يظهر أحدا جديد ويدمغ رتقته عليها حتى باتت لا تحتمل المزيد ، في الأمس القريب نزت من أحدى رتوقها رطوبة مزعجة ، بدت لي كجرس إنذار ، مسكينة خيمتي التي آوتني كل هذا العمر لقد اقتربت من نهايتها وبات لزاماً علينا أن نفعل شيء لوضع نقطة النهاية في مشوارها الطويل المليء بالعذاب.