3/04/2013

أكذبت العيون

ماحدث لا يصدق .. لم يغنِ الطائر الصغير على غصن الشجرة

ولم تزهر وردة الرجل العجوز. ولم يستدير صدر الفتاة. ولم تهب الريح.

ماحدث لايصدق.

...........................
"خدعة"

كنت في أمسية ثقافية من تلك الجلسات التي أحبها كثيراً لأحد الأصدقاء الشعراء .. وكان الحضور مقصوراً على الأصدقاء المقربين، والجلسة مكتسية بطابع حميمي بحت.

كانت هي موجودة ايضاً.. رمقتني بنظرة خاطفة أهتزت لها دواخلي ثم تجاهلتني تماماً رغم أن عيني لم تنفك تطارد عينيها علها تحظى بنظرة آخرى تروي جفاف البعد.

أنا احبها جداً واتمنى أن أقترب منها بصدق، أتمنى أن تكون  إمرأة حياتي، لكنها لاتصدقني رغم المشاعر الإيجابية التي تحملها لي والتي استشفها من نظراتها الولهه.

كنت سعيد لأنها قريبة مني، كلما صادفتها في أي مناسبة تغمرني سعادة لا إرادية بشكل جميل وصادق جداً، وادخل في حالة أحبها كثيراً، حالة تجلعني قادراً على الإبداع والاسترسال والتحدث من داخل الروح دون وضع اي اهتمام لمحاذير العقل التي اكره سطوتها ونفوذها.

كنت احضر مفاجأة لصديقي الشاعر، مفاجأة أصبحت أجمل بحضورها، كنت معد لحنا جميلاً لأحدى قصائده وسأغنيه أمامه دون علمه.

وحين حانت اللحظة التفت الجميع ناحيتي، كنت لا ارى إلا تلك العينين السابلتين اللتان تنظران إلى أسفل بخفر  يطعن القلب، وبدأت بالغناء.
في البداية تجاهلتني، لكن حين قلت "ياحبي المر العذب، سكنتي جروحي غصب*" نظرت نحوي والتقت العيون.. لم تخفض نظرها بل راحت تحادث عيني بلغة نادرة لا يفهما إلا المتبحرون بالعشق.

قلت لها كل ما اريد أن اقوله.. شعرت بلحظة تجلي خارجة من سياق الحياة وأنا أعتصر قلبي حد الالم ،حد المتعة حتى يقول ما عجز لساني عنه.

كانت تلك اللحظة ذروة حياتي ومعناها الكبير.

وحين انتهيت رأيتها تخرج مسرعة، باغتتني حالة احباط وفارقت البسمة شفاهي وحل العبوس بصورة لم اتمكن من اخفاءها.

أختفت.

منذ تلك اللحظة لم أجد لها اثر..بحثت عنها بكل مكان وبعد أن بذلت أقصى ما يمكني عمله وصلني الخبر.
 تزوجت صديقي الشاعروغادرت البلاد.
.........

*من قصيدة ابعتذر لبدر بن عبدالمحسن
...................................................

احب يديك كثيراً .. أصابعك شموع فرحي.. بشرتك الندية صحو أيامي، اظافرك، النتوء الصغير على ابهامك، لمستك الحلم.. كل، كل شيء .. أحب يديك كثيراً.







  



 

No comments: