3/12/2013

اعترافات


هل تعتقدون أن الإنسان يتغير ؟ .. وإذا كانت الإجابة نعم، كيف ومتى يتغير؟؟

أسئلة كثيرة كانت تدور في بالي وأنا اعيد قراءة هذه المدونة التي عبرت عني على مدى 5 سنوات كاملة.

عندما أرى نفسي الأن أجدني تغيرت كثيراً عن الذي كنته في اعوام 2008 و 2009 وبنسبة أقل عن 2010 و 2011 ، أعتقد أنني تغيرت كثيراً في العامين الماضيين، لكني لست أدري هل التغير إلى  الأحسن أم إلى الأسوأ.

في الأعوام السابقة  برأيي  (الآن) أن شخصيتي  كانت تميل إلى السذاجة والسلبية وربما الخوف  ..  الخوف من المجهول ومن الدخول في أي تجربة من اي نوع لذلك اشعر (الآن أيضاً ) أنني كنت شخصية تفتقر إلى التجربة والاقدام.
أيضا كنت في السابق أعير اهتمام كبير جداً لأي حدث مع أي شخص وهو ما قد يدخلني في حالة نفسية سيئة لايام طوال لأسباب سخيفة أو من أجل شخص لا يعنيلي شيء.

وبالنسبة للمدونة أحياناً أقرأ "بوست" سابق واشعر منه بالخجل. مثلاً تكرار كلمات الحب والتعاسة والأمل الضائع والحبيب المفقود كلها أشعر بها الآن ساذجة.

ولا يعني ذلك أبداً أنني نادم .. لا اطلاقاً .. لكنه ما اشعر به بكل صراحة.

قد تنتابني حالة مشابهة الأن واعبر عنها بكلمات مماثلة للسابق لكنها على كل حال ستكون حالة عابرة لاتلبث إلا وتختفي سريعا، على العكس  من السابق عندماً كانت هذه الحالة من الهيام ملازمة لشخصيتي على الدوام.

سأقول شيئاً

في السابق كانت هناك تجربة شخصية هي من سببتلي الكثير من الألم في وقتها، وهي من كانت وراء العديد من البوستات . تجربة عندما أتذكرها الآن أشعر بالشفقة تحرقني على نفسي.. واتساءل: أكنت ساذجاً إلى هذا القدر؟؟ . وأجيب نعم كانت مشاعري بريئة وحقيقية وصادقة جداً. نعم هذه صفات جميلة وانا ممتن لها كثيراً لأنها شكلت شخصيتي بهذا القدر من الشعور بالآخرين، لكنني عانيت منها الأمرين وحملت مشاعر غاية في النبل و السمو لأشخاص لاتستحقها.

واعترف هو ليس خطأ الشخص المقابل ولا سوء في شخصيته لكنه خطئي أنا وسذاجتي أنا.


الأن

خلال العامين الماضيين خصوصاً وقبلهما بقليل .. خضت العديد من التجارب .. وارتكبت الكثير من الأخطاء.. ولم أعد أخاف من العواقب.. وقد أرتكب فعل مجنون دون حساب لشيء أبداً.

أصبحت لا أكترث كثيراً للناس على الرغم من حرصي على عدم التعدي على احد أو التسبب بألم لأحد.
صرت اكثر عملية و واقعية وأكثر ليونة في المسائل المتعلقة بالتجارب.

الأكثر من ذلك والشيء الذي أشعر بالخوف منه.. أنني قد أرتكب فعل خاطئ وأنا مدرك تماماً انه خطأ لكني لا أشعر تجاهه بالندم البته كما كان يحدث في السابق. أيضا اشعر الأن أنني لا أعرف الحقيقة المتعلقة بكل شيء. حالة من القلق و عدم اليقين.

لكن على كل حال .. أشعر بأني الآن أفضل بكثير. ولدي القدرة على مجابهة الحياة بكامل التحدي و الاصرار.

..
الحب

ههههه .. دائماً كنت مؤمناً في الحب .. ودائماً كان قلبي يرقص لمشاهدة اي مشهد حب او قراءة أي تجربة حقيقية، وطالما امتلأت عيناي بماء المشاعر .. و ما أكثر ما حلقت على اجنحة الأمل والأحلام وأنا أحتضن الحب .. الحب المجرد.. وأنتظر الطرف الآخر.

لكنه الحقيقة كانت مؤلمة جداً.. لا بل شديدة الألم والقسوة .

الحب جافني جداً .. ولم يتقاطع مع طريقي أبداً.. كان أشبه بمحطات خربة عبرتها على عجل بحثاً عن حب العمر لكن تلك المحطة لم تظهر.

الآن بلغت مرحلة أجدني عاجزاً تماما عن تصور نفسي  متوافق مع طرف آخر بالدرجة التي تولد الحب الحقيقي. مزاجي سيء .. وقدرتي على التحمل مضغوطة جداً.. ولا أجد لدي صبر على علاقة من هذا النوع.

ممممم سأحاول أن أفسر هذه الحالة.

المشاعر الحقيقية لدي أصبحت مطمورة تحت ركام تداعى خلال سنوات طوال حتى أصبح من الصعب وأقرب إلى المستحيل أعادتها إلى الحياة وأزالة هذا الصدئ الذي غلفها بالكامل.

لكني (واشكر الله كثيراً) لازلت أشعر بقلبي .. اشعر به يتحرك .. لين.. يتألم لكل دمعة معذبة.. ولكل يد لم تجد من يدفئها .. ولكل عين ملهوفة تنتظر.

قلبي يتألم من أجل الجميع .. إلا من أجلي.





 

3/04/2013

أكذبت العيون

ماحدث لا يصدق .. لم يغنِ الطائر الصغير على غصن الشجرة

ولم تزهر وردة الرجل العجوز. ولم يستدير صدر الفتاة. ولم تهب الريح.

ماحدث لايصدق.

...........................
"خدعة"

كنت في أمسية ثقافية من تلك الجلسات التي أحبها كثيراً لأحد الأصدقاء الشعراء .. وكان الحضور مقصوراً على الأصدقاء المقربين، والجلسة مكتسية بطابع حميمي بحت.

كانت هي موجودة ايضاً.. رمقتني بنظرة خاطفة أهتزت لها دواخلي ثم تجاهلتني تماماً رغم أن عيني لم تنفك تطارد عينيها علها تحظى بنظرة آخرى تروي جفاف البعد.

أنا احبها جداً واتمنى أن أقترب منها بصدق، أتمنى أن تكون  إمرأة حياتي، لكنها لاتصدقني رغم المشاعر الإيجابية التي تحملها لي والتي استشفها من نظراتها الولهه.

كنت سعيد لأنها قريبة مني، كلما صادفتها في أي مناسبة تغمرني سعادة لا إرادية بشكل جميل وصادق جداً، وادخل في حالة أحبها كثيراً، حالة تجلعني قادراً على الإبداع والاسترسال والتحدث من داخل الروح دون وضع اي اهتمام لمحاذير العقل التي اكره سطوتها ونفوذها.

كنت احضر مفاجأة لصديقي الشاعر، مفاجأة أصبحت أجمل بحضورها، كنت معد لحنا جميلاً لأحدى قصائده وسأغنيه أمامه دون علمه.

وحين حانت اللحظة التفت الجميع ناحيتي، كنت لا ارى إلا تلك العينين السابلتين اللتان تنظران إلى أسفل بخفر  يطعن القلب، وبدأت بالغناء.
في البداية تجاهلتني، لكن حين قلت "ياحبي المر العذب، سكنتي جروحي غصب*" نظرت نحوي والتقت العيون.. لم تخفض نظرها بل راحت تحادث عيني بلغة نادرة لا يفهما إلا المتبحرون بالعشق.

قلت لها كل ما اريد أن اقوله.. شعرت بلحظة تجلي خارجة من سياق الحياة وأنا أعتصر قلبي حد الالم ،حد المتعة حتى يقول ما عجز لساني عنه.

كانت تلك اللحظة ذروة حياتي ومعناها الكبير.

وحين انتهيت رأيتها تخرج مسرعة، باغتتني حالة احباط وفارقت البسمة شفاهي وحل العبوس بصورة لم اتمكن من اخفاءها.

أختفت.

منذ تلك اللحظة لم أجد لها اثر..بحثت عنها بكل مكان وبعد أن بذلت أقصى ما يمكني عمله وصلني الخبر.
 تزوجت صديقي الشاعروغادرت البلاد.
.........

*من قصيدة ابعتذر لبدر بن عبدالمحسن
...................................................

احب يديك كثيراً .. أصابعك شموع فرحي.. بشرتك الندية صحو أيامي، اظافرك، النتوء الصغير على ابهامك، لمستك الحلم.. كل، كل شيء .. أحب يديك كثيراً.