
هذي محاولة لكتابة قصة قصيرة
كتبتها قبل عشر سنوات ،، وبما إني أحس بالفراغ الداخلي قلت أكتبها هنيه
*******
كان يعيش في الدنيا وهو متفرجكأنه يشاهد مسرحية ما أو فلم تراجيدي في السينماليس له في الحياة دور معين سوى دور المتفرج كل شيء يحدث أمامه وهو لا يحرك ساكناًلم يكن شخصية سلبية أو شخصية لا مبالية ولكنه كان إنسان مختلفإنسان من تركيبة فريدةكان يريد كل شيء ولا يحصل على شيء ، كان يفكر في كل شيء ولا ينفذ شيءيعيش في أحدى الشقق التي تمتلئ بها هذه البلده ويعمل في أحدى الشركات ويتقاضى عن عملةراتب لا باس به يوفر منه جميع أحتياجاته ويجعلة في وضع جيد هذه حياته فقط العمل وشقتة يذهب إلى العمل في الصباح يؤدي عملة على أكمل وجهثم يرجع إلى شقته ويهيم في وحدة طاغية تعود عليها منذ سنين عندما توفيا والديه في حادث مروعيتذكر تلك الأيام جيداَ يتذكر حياته المملة مع أبويه الذين كانا دائمين الشجاركان منذ نعومة أظافرة يعيش منفرداً في عزلته ، حتى أصدقائه في سن المراهقة لم يكن يهتمأن يلعب معهم ولكنهم كانوا دائماً يصحبونه معهم في رحلاتهم وهو يرفض أن يشارك بأي شيءكان يكتفي دائماً بدور المتفرجلم يكن يعلم هذا الأحساس من أين يأتيه فقط يشعر بأنه لا يريد أن يفعل سوى التفرج علىهذه المسرحيه الأبديه المسماه بالحياةفي ذلك النهار أستيقظ كعادته في السادسة صباحاً ولم يعلم لماذا أطال في صلاتهوتضرع إلى الله طويلاً كي يحرك سكون حياتهكان قد تعود حتى على أداء الصلاة ، كل شيء يعمله في ألية غريبة كأنه رجل ألي يحرك عن بعد بالريموت كونترولولكن هذا الصباح بدآ مختلفاً كان يشعر بشيء خفي في داخل أحساسه يلح عليه بالرحيل عن هذا العالم والعبور إلى الضفة الأخرى من نهر الوجودكان يشعر بشيء قوي يشده إلى الموت شيء يصعب على الإنسان فهمه أو مـــقاومته إنه يجذبك إليه بغير إرادةخرج من شقته متجهاً إلى الطريق ورغبة التفرج تزداد قوة والموت يجذبه بتوحش سار بغير هدى هائماً على وجهه وكان بسيره يمارس متعته الوحيدة في الحياة وهي التفرجيتفرج على جميع الناس ويرى من وراء خياله قصصهم وحكاياهم وبدون أن يتوقع أو يشعر سمع صوتاً ناعماً يناديهيا أستاذ ... يا أستاذألتفت إلى مصدر الصوت وراءى شابة جميلة جداً جداًتسئلة عن مكان الصيدلية توقف لحظة عن الكلام كان يشعر بالدهشة والأضطراب لم يتعود الكلام مع الجنس الأخرولم تكن في حياته إمرأة إطلاقاً غير والدتهقال بتلعثم هي هناك في نهاية هذا الطريق قالت الفتاة شكراً لك أنا جديدة على هذه المنطقة ولا أعرفها جيداًلم يكن يعرف ماذا يقول أومأ برأسه بالإيجاب ومضى أحس بشيء يشده إلى هذه الفتاة فالتفت وراءه وراءها تسير صوب ما أشار لها توقف لحظه يلوم نفسه لماذا لم يطيل الحديث معها ثم أستطرد بدون إكتراث وأكمل طريقهعندما وصل إلى شقته بعد جولة طويلة من التفرج تفاجأ بأن الفتاة التي التقاها في الطريق هي جارته الجديدةكانت صدفة غريبة ، ذلك النوع من الصدف الذي تسوقه الحياة إلينا فيقلب حياتنا رأساً على عقبإبتسم لها وإبتسمت له قالت أنت تسكن هنا يالها من صدفة جميلةقال من حسن حظي إنك جارتيإبتسمت بلطافة وقالت فرصة سعيدةدخل إلى شقته وفي قلبه نغمة فرح لأول مره تطرق دواخلهلأول مرة يشعر بأنه موجود راح في خيالات طويلة يتفرج عليها وهي معهمنذ ذلك اليوم بدآ يرصد كل تحركاتها ، يخرج معها بنفس الموعدويحاول التكلم معها وكانت تبادله التحية والإبتسام وأحياناً الكلامبدآ هذا الشيء الجميل في قلبه يكبر وأصبح كل همه أن يراها أو يحدثهالأول مره يشعر بالنشوة لأول مرة يرى الأشياء التي كان يراها سابقاًجميلة ومختلفةماذا حدث له صار كل شيء يمنحه أحساس جميل ، اليوم لم يعد يتفرج أصبح مشارك بكل شيءوفي ذلك الصباحخرج معها بنفس الوقت صباحاً وبدأ يحدثها كانت عينيه تقول أكثر من ما يجود به لسانهكانت تضحك لكل ما يقول وإبتسامتها العذبه تملأ ثغرها الجميلكانت عينيها تصرخ بالفرحة قالت لهأريد أن أقول ك شيء ، شيء أسعدني كثيراًقال وأنا كلي أذاناً صاغية لسماعك اليوم الفرحة تبدو متلبستكِ بشكل واضحقالت نعم البارحه تقدم لخطبتي زميلي في العمل وأنا سعيدة جداً لأني حقيقةأحبه جداً ويعجبني كثيراً ولطالما تمنيت أن يكون زوجيقال إذاً ستتزوجينقالت نعم وأتمنى أن تحضر زفافي فأنت صديقي الوحيد هناقال نعم بالتأكيد سأحضر أنا أيضاً فخور بصداقتك ، أنتي صديقتي الوحيدة على الأطلاقودعها بسرعة بعد ذلك ومضى إلى متعته المؤلمه يتفرج ويتفرج ويتفرجعاد كل شيء إلى ماكان عليه ، أرتدت الأشياء منظرها التعيس وبدت كل الوجوه هائمة بلا هدفكان الوقت ساعة رحيل الشمس بدآ المنظر كأنه لوحة رسمتها أنامل فنان في لحظة تعاسه وخيبةوكان هو علامتها الفارقه ، علامتها التي خلدت هذا الفنان ،!؟كيف بإمكاننا في لحظات تعاستنا أن نخلق أشياء أكثر تعاسة منا كيف ؟؟