12/26/2011

الخاسر الأكبر




يقول "المعلم" نيكوس كازنتزاكيس في كتابة "تقرير إلى غريكو" جملة جميلة جداً


فقط لو أن الصوت العذب في أعماقنا يطغى على الهدير والدمدمة لكانت الحياة أجمل

....................

كم سعيت إلى أن يطغى الصوت العذب في اعماقي على كل هدير أو دمدمة تمتلئ بها حياتي .. لكنني وياللأسف غالبا أفشل في تحقيق ذلك

ودائماً ما سألت نفسي لماذا لا أستطيع أن أظل دائماً مشرقاً ومحباً و متواصلاً مع الجميع .. ودائما الجواب ذاته.. إنها الحياة

برأيي مهما كانت الحياة قاسية أو ظالمة أو مجحفة لابد أن يبقى الإنسان مؤمناً بما في أعماقه، وأن يعمل على تطبيق كل

مايؤمن به في تفاصيل حياته اليومية حتى يكون صادقاً مع نفسه أولا قبل أن يكون صادقا مع الغير

ولكن وكم أكره لكن هذه لأنها تضع لنا تبريرات لكل شيء

لكن يبقى العامل النفسي الذي يرتبط أرتباطا وثيقا بالظروف الخارجية والحالة الاجتماعية للفرد مؤثرا بكل فعل و هو ما يبين لنا أن كل أفعال الإنسان خاضعة لعدة تأثيرات متنوعة دون أن تكون محكومة بشخصية الفرد فقط

من هذا المنطلق وعندما تكون شخصا متأثرا بكل ما حولك .. وتتجاذبك أقدار الحياة دون رحمة .. تشعر بأنك تتخلخل من الداخل .. فأنت تتأثر بهذا .. وتبكي على ذاك .. وتتألم من هؤلاء .. وتنفعل لولئك، ووسط هذا الزمن الذي أصبحت فيه

القسوة من طباع البشر اليومية تصبح الحياة معركة انت فيها الأخاسر الأكبر.

الأمل

ماهو الأمل؟ ..

هو أن تبقى دائماً تنتظر أن تتغير الحياة إلى الأفضل .. حتى لو لم يكن هناك أي مؤشر أو علامة تدل على ذلك .. أي بمعنى أخر أن تظل تكذب على نفسك حتى تستطيع أن تعيش بسعادة واقبال على الحياة

لكن في الوقت ذاته أليس هذا الهدف وحده "السعادة والاقبال على الحياة" هو ما يسعى له اغلب البشر .. وحتى أولئك الذين وجدوا كل شيء مهيأ لهم دون عناء،إن لم يملكوا هذه الرغبة بالاقبال على الحياة لن يفيدهم كل شيء بأي شيء

لذلك مهما كان الامل كذبة أو وهم يصيغه الخيال علينا أن نتشبث به حتى نسطيع أن نحيى ونحن مقبلين على الحياة وهذا هو جوهر المعنى


.............


سأكتبك على صفحة روحي الملطخة

سأكتبك هناك في البقعة الصافية التي تدفعني للاستمرار

أنت يامحرك الكون

يامن تحيط بالروح والجسد

إنني أحبك. .. أحبك بكل مايحمله قلب من عاطفة

وبكل ماتجود به أعماقي من

لست أعرف غيرك .. ولن ابحث

أنت فقط

أنت