11/21/2012

مجموعة تحت الصفر




اخيرا نزلت المجموعة القصصية ...

أهم مافي الموضع إن الواحد يجمع كتاباته في كتاب ليبقى انتاجه  محفوظاً.

راح تكون موجودة في دار مسعى قاعة 6 جناح 74 .

الصراحة وعلى الرغم إن موضوع اصدار كتاب أو مجموعة قصصية أصبح عادي جداً ومايثير اهتمام كبير إلا إن الشعور لما تمسك الكتاب وااايد مختلف ويستحق التعب .
..

دائما يتولد عندي شعور بالحماس لما يكون وقت معرض الكتاب ، رغم إن عندي أكوام من الكتب مو قاريهم بعد لكن رغبة شراء الكتاب توصل إلى ذروتها في المعرض.. لما أمشي هناك بين الكتب أحس إن هذا هو عالمي إللي أحبه.
...

عندي مجموعة من العناوين إللي راح ابحث عنها في المعرض.
....
سعيد بإصدار مجموعتي القصصية الأولى .. وسميتها على أسم المدونة لأن هالمكان هو صاحب الفضل عليّ .. منحني شعور بالرضا عن ما اكتبه وطور مني وايد .. لذلك حفظت له العرفان وسميت المجموعة بأسم المدونة.
..


9/22/2012

الساذجة



هذي قصة جديدة للأديب الروسي الرائع أنطون تشيخوف
.

حقيقة أبهرتني هذي القصة لدرجة لم أستطع أن أمنع نفسي من الاحتفاء والاحتفاظ بها.

هل يوجد إنسان ضعيف بهذا الشكل؟ .. برأيي نعم يوجد .
.........................................


ترجمة حصة العمار

طلبت - قبل بضعة أيام - من مربية أولادي ( جوليا فاسيليفنا ) موافاتي بغرفة المكتب.
-
تفضلي بالجلوس ( جوليا فاسيليفنا ) - قلت لها - كيما نسوي مستحقاتك .
ويبدو أنك تلبسين رداء الرسمية والتعفف إذ أنك لم تطلبيها رسميا مني رغم حاجتك الماسة للمال ... حسنا ... كنا إذا قد اتفقنا على مبلغ ثلاثين روبلا في الشهر ...
-
بل أربعين قالت باستحياء.
-
كلا .. اتفاقنا كان على ثلاثين ، دونت ملاحظة بذلك . أدفع إلى المربيات ثلاثين روبلا عادة . لقد عملت هنا مدة شهرين لذا ..
-
شهران وأيام خمسة قالت مصححة
-
بل عملت لمدة شهرين بالتمام والكمال - قلت بإصرار - لقد دونت ملاحظة بذلك ، وهذا يعني أنك تستحقين ستين روبلا يخصم منها أجر تسعة أيام تعرفين تماما أنك لم تعملي شيئا لـ ( كوليا ) أيام الأحد وكنت تكتفين بالخروج به للنزهة ... هناك أيضا ثلاث إجازات و ...
ولم تعقب .. اكتفت المسكينة بالنظر إلى حاشية فستانها فيما كست محياها حمرة شديدة .. مانبست ببنت شفه
-
ثلاث إجازات فلنخصم من ذلك إذا اثنى عشر روبلا ... كما وأن ( كوليا ) قد مرض فاستغرق ذلك ثلاثة أيام لم يتلق عبرها أي درس ... شغلت إبان ذلك بـ ( تانيا ) فقط ، هناك أيضا أيام ثلاثة شعرت فيها بآلام في أسنانك ممضة اعفتك زوجتي خلالها من العمل بعد الظهر ... اثنا عشر وسبع يساوي تسعة عشر ، واطرحي ذلك فيتبقى بعد ذلك ... آ ... واحد وأربعون روبلا ... أصبح ذلك
واحمرت العين اليسرى ( لجوليا فاسيليفنا ) ثم ... غرقت بالدمع ، فيما تشنج ذقنها وارتعش ... وسعلت بشدة ثم مسحت أنفها ... إلا أنها ... لم تنبس بحرف
- "
قبيل ليلة رأس السنه كسرت كوب شاي وصحنه ، يخصم من ذلك روبلان رغم أن تكلفة الكوب هي في الواقع أكثر من ذلك إذ إنه كان ضمن تركة قيمة ... لا يهم ليست تلك هي أولى مامنيت به من خسائر ... بعد ذلك ونتيجة لإهمالك صعد ( كوليا ) شجرة فتمزق معطفه ، يخصم من المجموع عشرة روبلات ... كما وأن الخادمه قد سرقت - بسبب لامبالاتك حذاء ( فانيا ) ينبغي أن تفتحي عينيك جيدا ... أن تتوخي الحذر والحيطة
فنحن ندفع لك ثمن ذلك ... حسنا نطرح من كل ذلك خمسة روبلات وإني قد أعطيتك عشرة روبلات يوم العاشر من يناير
-
لم يحدث ذلك ّ همست ( جوليا فاسيليفنا )
-
بلى دونت ملاحظة بذلك قلت بإصرار
-
حسنا وإذا أجابت بنبرات كسيرة .
-
فإذا ما خصمنا سبعة وعشرين من واحد وأربعين فسيتبقى لك أربعة عشر روبلا
وغرقت بالدموع حينها كلتا عينيها فيما ظهر العرق على أنفها الصغير الجميل ... ياللبنية المسكينة
-
لم أحصل على مال سوى مرة واحدة
-
قالت صوت راعش متهدج النبرات - وكان ذلك من زوجتك . ماتجاوز ما استلمته ثلاث روبلات ... لا أكثر سيدي
-
حقا أرأيت لم أدون ملاحظة بذلك - سأخصم من الأربعة عشر روبلا ثلاثة فيتبقى لك أحد عشر روبلا
ودفع إليها بالمبلغ فتناولته بأصابع مرتجفة ثم دسته في جيبها .
شكرا قالت هامسة .
-
ولماذا هذه الـ ( شكرا ) سألتها
-
للمبلغ الذي دفعته لي .
لكنك تعرفين أني قد غششتك ... أني قد سرقتك ونهبت مالك فلماذا شكرتني
-
في أماكن أخرى لم يكونوا ليدفعوا لي شيئا البتة
-
لم يمنحوك على الإطلاق شيئا زال العجب إذا لقد دبرت هذا المقلب كي ألقنك درسا في المحافظة على حقوقك ، سأعطيك الآن مستحقاتك كاملة ... ثمانون روبلا ... لقد وضعتها في هذا الظرف مسبقا ... لكن - تساءلت مشدوها - أيعقل ذلك أن يتسم إنسان بكل ذلك الضعف والاستسلام لماذا لم تعترضي لم كل ذلك الصمت الرهيب ... أيعقل أن يوجد في هذا العالم النابض بالظلم والأحقاد والشراسة إنسان بلا أنياب أو مخالب إنسان في سذاجتك وخضوعك
وابتسمت في ذل وانكسار فقرأت في ملامحها " ذاك ممكن " واعتذرت منها مجددا عما سببته لها من ألم وإحراج ، إذ إن الدرس كان قاسيا حقا قبل أن أسلمها الظرف الذي يحوي أجرها ... ثمانون روبلا تناولتها بين مكذبة ومصدقة ... وتلعثمت وهي تكرر الشكر ... المرة تلو المرة ثم غادرت المكان وأنا أتأملها وسيل من جراحات الإنسان المعذب في أرجاء غابة الظلم يندح في أوردتي وهمست لنفسي :
-
حقا ما أسهل سحق الضعفاء في هذا العالم

9/18/2012

حنين


المدونات

صارت قديمة ومالها متابعة ولا أحد يهتم فيها .. حالها حال لبس قدم علينا ورميناه في أكياس الملابس القديمة تمهيداً لإنهاء دوره في الحياة

صحيح إن عملية التجديد أمر صحي ومطلوب .. لكن المشكلة في تلك المشاعر التي تلتصق بالذكريات الجميلة وتحن إليها على نحو يثير الأسى والحنين

أحيانا ينتابني حنين لأيام ازدهار المدونات .. سنة 2007 و2008 و 2009 .. كانت أيام جميلة وعلاقات مميزة فيها مشاعر انسانية خالصة بدون أي اهداف أو مصالح دنيوية

اليوم أصبحت المدونات في عالم النسيان
والسؤال: ليش؟

يعني ليش احنا نترك الأشياء إللي حبيناها .. ليش تتغير الحياة على هذا الشكل
سؤال لايمكن نلقى له اجابة

لأن الحياة تتغير فقط لأنها يجب أن تتغير
لا شيء أخر

وبعيد عن كل التبريرات والتعريفات
ودي أقول إني احب هالمكان .. وأحن إليه
****************************


7/05/2012

حبيب الحب




تواريخك تمر وتلتقي بي
وتنساني وتذكرك الليالي
أحسك حيييييييييل من قلبي قريبي
عساني مانحرم شوفك قبالي
...

احب هالاغنية

اليوم قمت مبجر حييييييل .. وعندي شعور رومانسي
ههههههه
الحب أجمل احساس بالدنيا إذا ملأ قلوبنا نشعر بجمال الحياة

فعلاً عزائي للقلوب الوحيدة .. الوحدة مع هالشعور أمر مؤلم جداً
الإنسان المحظوظ إللي يصادف بحياته شخص يحبه من قلب ويعيش معاه الحياة بجمالها وبقبحها

وإللي قلبه وحيد "مثلي" عزائي الكبير لقلبه ولمشاعره .. لكن هذي أهي الحياة
وحتى هالوحدة المفروض نستشعر جمالها ونحب احساسها على رغم صعوبتها

الحياة جميلة رغم بشاعة الإنسان
....
شموعك كل ليلة تحتفي بي
في قلبي ضي ولعمري ظلالي
عرفت الحب منك ياحبيبي
وشكراً لك ياحبي لحالي
.....


أحب قلبك الكبير .. وطريقتك في التفكير والكتابة .. واحب تجاهلك وقسوتك
....

6/27/2012

العدالة




مليت من الكتابة في الرياضة بحكم شغلي ... وانتابتني حالة من الفراغ دفعتني للابتعاد عن التفكير في الكتابة الأدبية حتى يحين موعد العودة .. فقلت أبي أجرب أكتب بموضوع عام .. وأخترت موضوع العدالة .

..........................................


تعتبر العدالة القيمة الأهم في منظومة القيم التي يجب أن تسود في كافة المجتمعات الإنسانية باختلاف توجهاتها وبتعدد مفاهيمها، ذلك لأن قيمة العدالة تكمن في المساواة بين جميع البشر الأمر الذي إن طبق بشكله الصحيح سادت لغة السلام والاطمئنان بين الناس وهو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه البشرية جمعا.
إلا أن هذا الهدف بعيد كل البعد عن التطبيق على ارض الواقع (على الأقل بمعناه المطلق) لأن مفهوم العدالة بحد ذاته يعد مفهوماً نسبياً يختلف من مجتمع لأخر، وما قد يراه مجتمع ما عدل قد يراه مجتمع أخر قمة التجني والظلم نظرا لاختلاف البشر في مفاهيمهم وفهمهم لقيمة العدل المطلقة.
وللعدالة وجوه كثيرة ومتعددة، فهناك العدالة الدينية التي ترتكز بتطبيق مفاهيمها على النصوص الدينية التي جاءت بالكتب السماوية، وهذه أيضا تختلف في حيثيتها من ديانة لأخرى وتتعدد فيها الخلافات نظرا لتباين التفسيرات في النصوص الدينية رغم اتفاقها على مبدأ واحد هو تقديس العدالة بين الناس.
وهناك العدالة الاجتماعية التي تأتي وفق الأنظمة والقوانين التي تضعها البلدان وهي أيضا تختلف بصورة شاسعة جداً من بلد لأخر، فضلا عن أنها (العدالة الاجتماعية) تبدو في أضعف صورها في المجتمعات العربية عنها في نظيراتها الأوروبية على الرغم من أن الكتب السماوية والديانات التي تتبعها هذا الأنظمة العربية تشدد على ضرورة تطبيق العدالة بين الناس بصورة لا تقبل التفريق.
وأيضا هناك العدالة السياسية التي تبدو الحلقة الأضعف من بين وجوه العدالة المختلفة نظرا لأن السياسة تضع المصالح العليا للأنظمة التي تديرها فوق كافة القيم وجميع المفاهيم، لذلك نجد الكثير من الظلم والقسوة في مجتمعاتنا العربية التي تعتبر الأنظمة السياسية فيها نفسها وصية على البلاد والعباد ما يطلق يدها لتتدخل في شؤون الناس ضاربة بمفاهيم العدالة عرض الحائط.
وبصورة عامة فأن العدالة مطلب إنساني ملح يحتاجه الفرد ليشعر بقيمة الحرية والمساواة مع نظرائه من البشر، والعدل يمثل جوهر الإشباع للناس حتى يتلمسوا معنى وجودهم في ظل عالم تتصارع فيه الأنظمة والأمم للسيطرة على مقدرات الحياة،و في الوقت نفسه الذي تناضل فيه مؤسسات حقوق الإنسان لتطبيق مفاهيم الحرية والمساواة بين الناس وهي المفاهيم التي لا يمكن تطبيقها دون أفشى مبدأ العدالة الذي يعتبر القيمة الأسمى بين جميع المفاهيم الأخرى.
يقول الله عز جل في سورة النساء الآية 58 "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، وهي آية تحث أولي الأمر على العدل الذي ذكره الله في كثير من آيات كتابه الكريم وحث الناس على تطبيقه في الحياة الدنيا، إلا أن طبيعة الإنسان الجانحة في فطرتها نحو القسوة والتسلط تهيمن أحياناً على أصحاب القرار وتدفعهم إلى ظلم الناس بمختلف الذرائع والحجج،وهو مانراه في واقعنا الحالي بصورة جلية جداً في مختلف البلدان رغم الجهود الجبارة التي تقوم بها منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المهتمة بالعدالة والمساواة.
  

6/21/2012

تصوف






بحثت، لكني لم أستطع أن أجدك
ناديتك بصوتٍ عالٍ، وأنا واقف على المئذنة
قرعت جرساً نحاسياً منذ شروق الشمس وحتى غروبها
سبحت في نهر الغانغ، لكن سدى
عدت من الكعبة خائباً
بحثت عنك في الأرض
بحثت عنك في السموات، أيها المعشوق
وفي النهاية، وجدتك مختبئاً ، كما الدّرة
في محارة قلبي.

قصيدة صوفية


5/31/2012

تشيكوف





انطون تشيكوف .. أديب روسي ومن أفضل (إن لم يكن الأفضل على الاطلاق) كتّاب القصة القصيرة.


كاتب مبدع ومبتكر و مجدد وهذه هي صفات الناجح و المختلف.


كتب المئات من القصص القصيرة التي اختيرت بعضها من أفضل القصص على مر العصور .
اخترت هنا إحدى قصصه التي فتنتني بحق .. فيها شيء مختلف وعميق وبسيط وآسر .
أكثر ما يجذبني في الكتابة الأسلوب الجامع بين البساطة والعمق، هذا النوع من الكتابة المفضل لدي.
القصة بعنوان "وفاة موظف" .... استمتعوا بها :))


..........

ذات مساء رائع كان إيفان ديمتريفيتش تشرفياكوف، الموظف الذي لا يقل روعة، جالسًا في الصف الثاني من مقاعد الصالة، يتطلع في المنظار إلى "أجراس كورنيفيل".
وراح يتطلع وهو يشعر بنفسه في قمة المتعة. وفجأة (وكثيرًا ما تقابلنا "وفجأة" هذه في القصص).. والكتاب على حق، فما أحفل الحياة بالمفاجآت! فجأة تقلص وجهه، وزاغ بصره، واحتبست أنفاسه.. وحول عينيه عن المنظار وانحنى و... إتش!!!

عطس كما ترون. والعطس ليس محظورًا على أحد في أي مكان. إذ يعطس الفلاحون ورجال الشرطة، بل وحتى أحيانًا المستشارون السريون.
الجميع يعطس، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج، ومسح أنفه بمنديله، وكشخص مهذب نظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحدًا بعطسه. وعلى الفور أحس بالحرج. فقد رأى العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما. وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية. وقال تشرفياكوف لنفسه: "لقد بللته. إنه ليس رئيسي بل غريب، ومع ذلك فشيء محرج. ينبغي أن أعتذر".

وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال:
-
عفوًا يا صاحب السعادة، لقد بللتكم.. لم أقصد.
-
لا شيء، لا شيء.
-
أستحلفكم بالله العفو. إنني.. لم أكن أريد!
-
أوه، اسكت من فضلك! دعني أصغي!
وأحرج تشرفياكوف فابتسم ببلاهة وراح ينظر إلى المسرح، كان ينظر ولكنه لم يَعُد يحس بالمتعة. لقد بدأ القلق يعذبه. وأثناء الاستراحة اقترب من بريزجالوف وتمشى قليلاً بجواره، وبعد أن تغلب على وجله دمدم:
-
لقد بللتكم يا صاحب السعادة.. اعذروني.. إنني لم أكن أقصد أن...
فقال الجنرال:
-
أوه كفاك! أنا قد نسيت وأنت ما زلت تتحدث عن نفس الأمر !.. وحرك شفته السفلى بنفاد صبر.
وقال تشرفياكوف لنفسه وهو يتطلع إلى الجنرال بشك: "يقول نسيت بينما الخبث يطل من عينيه. ولا يريد أن يتحدث. ينبغي أن أوضح له أنني لم أكن أرغب على الإطلاق.. وأن هذا قانون الطبيعة، وإلا ظن أنني أردت أن أبصق عليه.. فإذا لم يظن الآن فسيظن فيما بعد.."...!

وعندما عاد تشرفياكوف إلى المنزل روى لزوجته ما بدر عنه من سوء تصرف. وخيل إليه أن زوجته نظرت إلى الأمر باستخفاف فقد جزعت فقط، ولكنها اطمأنت عندما علمت أن بريزجالوف "غريب"، وقالت:

-
ومع ذلك اذهب إليه واعتذر وإلا ظن أنك لا تعرف كيف تتصرف في المجتمعات.
-
تلك هي المسألة! لقد اعتذرت له، لكنه... كان غريبًا.. لم يقل كلمة مفهومة واحدة، ثم إنه لم يكن هناك متسع للحديث.
وفي اليوم التالي ارتدى تشرفياكوف حلة جديدة، وقص شعره وذهب إلى بريزجالوف لتوضيح الأمر.. وعندما دخل غرفة استقبال الجنرال رأى هناك كثيرًا من الزوار ورأى بينهم الجنرال نفسه الذي بدأ يستقبل الزوار. وبعد أن سأل عدة أشخاص رفع عينيه إلى تشرفياكو. فراح الموظف يشرح له:
-
بالأمس في "أركاديا" لو تذكرون يا صاحب السعادة عطست و.. بللتكم عن غير قصد.. اعذر...
-
يا للتفاهات.. الله يعلم ما هذا! – وتوجه الجنرال إلى الزائر التالي – ماذا تريدون؟
وفكر تشرفياكوف ووجهه يشحب: "لا يريد أن يتحدث إذن فهو غاضب.. كلا لا يمكن أن أدع الأمر هكذا... سوف أشرح له"...

وبعد أن انتهى الجنرال حديثه مع آخر زائر واتجه إلى الغرفة الداخلية، خطا تشرفياكوف خلفه ودمدم:
-
يا صاحب السعادة! إذا كنت أتجاسر على إزعاج سعادتكم فإنما من واقع الإحساس بالندم!. لم أكن أقصد، كما تعلمون سعادتكم.!
-
فقال الجنرال وهو يختفي خلف الباب:
-
إنك تسخر يا سيدي الكريم!
وفكر تشرفياكوف: "أية سخرية يمكن أن تكون؟
ليس هنا أية سخرية على الإطلاق! جنرال ومع ذلك لا يستطيع أن يفهم! إذا كان الأمر كذلك فلن أعتذر بعد لهذا المتغطرس. ليذهب إلى الشيطان! سأكتب له رسالة ولكن لن آتي إليه. أقسم لن آتي".!
هكذا فكر تشرفياكوف وهو عائد إلى المنزل. ولكنه لم يكتب للجنرال رسالة. فقد فكر ولم يستطع أن يدبج الرسالة. واضطر في اليوم التالي إلى الذهاب بنفسه لشرح الأمر..

ودمدم عندما رفع إليه الجنرال عينين متسائلتين:
-
جئت بالأمس فأزعجتكم يا صاحب السعادة، لا لكي أسخر منكم كما تفضلتم سعادتكم فقلتم. بل كنت أعتذر لأني عطست فبللتكم... ولكنه لم يدر بخاطري أبدًا أن أسخر وهل أجسر على السخرية؟ فلو رحنا نسخر فلن يكون هناك احترام للشخصيات إذن...

وفجأة زأر الجنرال وقد أربد وارتعد:
-
اخرج من هنا!!
فسأل تشرفياكوف هامسًا وهو يذوب رعبًا:
-
ماذا؟
فردد الجنرال ودق بقدمه:
-
اخرج من هنا!!

-
وتمزق شيء ما في بطن تشرفياكوف. وتراجع إلى الباب وهو لا يرى ولا يسمع شيئًا. وخرج إلى الشارع وهو يجرجر ساقيه.. وعندما وصل آليًّا إلى المنزل استلقى على الكنبة دون أن يخلع حلته... ومات
.

5/13/2012

إصدار



للأحلام رائحة زكية عندما نستنشقها ندرك إننا نقترب من الوصول


.....
أفكر حالياً بإصدار مجموعة قصصية أجمع فيها بعض ما كتبته هنا بعد التعديل والإضافات، إلى جانب بعض النصوص التي كتبتها في الفترة الأخيرة ولم أنشرها بمكان.


حقيقة عندما كنت أكتب في السابق لم أفكر أبداً في موضوع النشر رغم إنه حلم كبير تخيلته في الكثير من اللحظات مستحيلاً مجسداً، لكنه أصبح حالياً أمراً يسيراً في ظل انتشار سبل النشر و تدني الكلفة المالية.


وبالنظر إلى أغلب النصوص التي كتبتها سابقاً دون أن أضع في حسباني تصنيفها الأدبي أرى أن بعضها لا يرتقي إلى تصنيف القصة ولا ينضوي تحت مظلة الخاطرة بل هو صنفاً منفرداً بين هذه وتلك، وبشكل عام بالنسبة لي أفضل أن لا أضع تصنيفات للكتابة الأدبية ولا أهتم لها كثيراً لكنها رغم ذلك ضرورية إذا ما أردت أن تنطلق إلى عالم الطباعة.
أحياناً يفكر الإنسان المهتم في الأدب والكتابة ماذا ينتظر من عمل ينوي طرحه.. الشهرة، النجاح، التغيير، إيصال رسالة ما، التأثير في المجتمع.


 نعم هو ينتظر كل ما سبق لكن الأمر صعب جداً ومعقد جداً في الوضع الثقافي الحالي الذي يرزح تحت وطأة الإهمال و التهميش رغم الجهود الفردية الجميلة التي يبذلها البعض، لذلك عندما تكون مدرك لمستواك الأدبي الذي يحبو في المرتبة تحت المتوسطة فأنت بالتأكيد لا تنتظر شيئاً من الأهداف المذكورة لأنك حتماً ستكون رقماً مضافاً لكمية الأرقام المطروحة في المكتبات، لكن الحلم يحتاج إلى المحاولة والطموح دائماً يبدأ من الصفر و إذا ما أراد الإنسان الوصول إلى نقطة ما عليه أولاً أن يكون مؤمناً بقدرته على الوصول إلى هدفه حتى يستطيع شحذ هممه و إتباع السبل الممكنة لتحقيق الحلم.


والسؤال الذي طالما شغل مخيلتي هو ما الجديد الذي من الممكن أن تقدمه في هذا المجال.. ويأتي دائماً الجواب "لا جديد"، لأنك عندما تراقب الكتاب المميزين والأساتذة الكبار الذين يطرحون أعمالهم إلى المتلقي تجد القليل جداً منهم من يتميز أو ينفرد بأسلوب مغاير و يستطيع أن يكوّن قاعدة جماهيرية تحقق له النجاح المرجو الأمر الذي يجعل من محاولتك ضرب من العبث، غير أن ما الحياة اجمعها سوى ضرب من العبث.


والأدب بشكل عام برأيي لا يستند النجاح فيه أبداً على ضرورة أن تكون أستاذا في اللغة أو عارفاً ببواطن الأمور، أو مثقفا كبيراً يشار لك بالبنان بل هو (وحسب رأيي أيضا) يعتمد على الفطرة في الموهوبة بالمقام الأول على أن لا يكون الاعتماد على هذا الأمر وحده دون الالتفات إلى تطوير الأدوات ومعرفة قواعد الكتابة والإيمان بالنفس وطرق الدروب التي تحبها أنت والتي تجيدها فقط دون إقحام نفسك في أساليب لا تستطيع الوصول فيها إلى الذروة.


وبالنسبة لي في الفترة الماضية وبعد تشجيع من الأصدقاء قمت بجمع عدد من القصص و حاولت أن أجعلها صالحة للنشر بالإضافة أو الحذف أو التغيير بعض الشيء رغم إني لا أحبذ أن أغير على شيء كتبته لأنني أرى أن هذا الأمر يفقد الكتابة عفويتها.


وقبل أن أفكر في هذا الأمر سألت نفسي سؤال "هل تستطيع بالفعل أن تلج هذا العالم؟"، أو بشكل أصح "هل أنت مؤهل للكتابة الحقيقية"، ورغم شكي في الأمر الأخير، إلا إني أرى كتابتي للقصة القصيرة أمراً طبيعياً وحتمياً في ظل إدماني للقراءة منذ الصغر وهو الطريق الطبيعي لسالكي دروب القراءة.


والمجموعة التي قررت "إن شاء الله" أن تكون هي فاتحة النشر  لست مقتنعاً بها بصورة كاملة لكنني فضلّت أن أنشرها حتى يكون هناك عملاً مطروحاً قبل أن أبدأ بالتفكير في الخطوة المقبلة التي ستحتاج وقتاً طويلاً بلا شك لأسباب كثيرة أهمها لأني كسول جداً ومزاجي جداً وملول جداً.


القصص الآن في طور التصحيح اللغوي والنحوي تحت يد أستاذ متميز وصديق عزيز، وطبعاً أنا رغم حبي الجم للغة العربية إلا إنه عليّ الاعتراف إنني ضعيف في نحوها وصرفها  وعزائي الوحيد في هذا الأمر أن لا يد لي فيه بل الظروف هي من تحكم.


أخيراً ... يبقى علينا أن نعرف من نحن جيداً حتى لا ننتظر أكثر من ما نستحق.. وعلينا أيضاً معرفة مستوانا بدقة و شفافية حتى نقيّم تجربتنا على ضوء هذا الأمر.


وبالأخير الأخير .... أتمنى النجاح :))










   

5/04/2012

انتي

لا أمل لي في أن أرى وجهك الجميل الذي قضيت كل حياتي أنتظره
....
كلما تخيلت عينك السادرة بلونها العاجي الذي يسرق العمر إبتسمت بمحبة .. فقط حين يصلك خيالي تتوجب الإبتسامة
.....

دائماً تترك لي يدها .. احتضنها مثلما ارغب .. أقبل اصابعها واحدٍ تلو الأخر .. ثم اضعها على جبيني وأنام .. ودائم أحلم بالجنة.
.......
 على حدود شفتيك تقف الدنيا .. هناك في السر المكنون .. والمعنى المخفي .. حين أراقبهما وأنتي تهمسين بحب أرى فيهما كل ما يمكن أن تعنيه الحياة .. وحين يشفق عليَ القدر ويدنيهما مني لأقبلهما قبلة الخلود تتحد المعاني كلها في أحساس فريد .. أحساس أظنه ذروة المنتهى و غاية الوجود.
........................
شيء ما في ملمسك يجعلني سعيد .. سعيد لدرجة إني اود أن أظل ملتصق بك ما طاوعتني الحياة، بشرتك الصافية مثل روحك تقتلني مرات ومرات دون رحمة ولا عفو .. اتحسس رقبتك وأشعر بالنبض .. ذلك النابض الذي يناديني فألبي .. وحين أسافر على خارطة جسدك\وطني أجد كل الدروب معبدة لحبي وأشواقي فيأخذني الوسن وأنام في قلبك متوسداً حرير  ذراعيك
.................................... 
أحياناً يصبح الكلام بيننا ضرب من ضروب العبث .. لا معنى لأي كلمة تقال حين تتواصل النظرات بصمت الحديث .. حين يصلنا العتب والأشواق و الحنين والألم من نظرة واحدة .. صادقة و معبرة .. فلا نحتاج بعدها ابداً لكلمة قد لا تعبر عن حقيقة الشعور .. لغة العيون هي لغتنا الأم .. أنا وأنتي ياحبيبة .. أة كم أهوى عينيك ولا يمكنني أن أقول عنهما شيء أبداً لأنني لا أجيد التعبير ولأنني لم أصل بعد لمعنى الأشياء وعينيك كل كل الأشياء.
...........................................
حبنا يا حبيبتي حالة خاصة .. حالة واضحة لدرجة التعقيد .. ومعقدة لدرجة الوضوح .. يحب الناس بعضهم ولا تتكتمل قصصهم على أكمل وجه.. لكن الحكاية معك أكتملت وأتمت كل معانيها .. نحن معاً .. تمضي السنين و لازال الحب يهدهد أرواحنا ويجمعها .. لا زالت الأشواق بكراً في حنايانا .. لازلنا أنا وانتي .. أنا وانتي .. وسنبقى أنا وأنتي.
......................................
كلمتي الأخيرة ..... "أحبك" وأكتفي. 

5/01/2012

كلام الليل يمحيه ....



على رمل الحب ركض العمر .. ركض ركض ولم يصل

تتقافز الرؤيا من خيال إلى خيال ولا نهاية لأي شيء

تقتلني الأبدية .. والخطاوي المنقوصة .. والقبل الباردة .. والأحضان الكاذبة

يدك اللدنة مسحت على قلبي يوماً وماتت الحياة منذ تلك اللحظة

ولا تستفيق أبداً .. لا تستفيق .. إنها في سباااات عميق وشرير

أحبك يا صاحبة العيون الطيبة المملوءة بنظرة فريدة .. أحبك أيتها البعيدة والشريرة
..........................................................................

انا عندي حنين مابعرف لمين .. ليلية بيخطفني من بين السهرانين
.........................................................

فعلا انا اليوم في حالة أقرب إلى الجنون .. كان نفسي أحس بهالحالة وانا في وضع صاحي
لكن النوم يقبض على خناقي لذلك أحس إني بين الغفوة والصحوة وفي حالة هذيان مستعر

اليوم كان في اجتماع لنادي ديوان للقراءة .. استمتعت فيه كثير .. كان الكلام يدور عن معنى الحياة 
هههههههههه ... كله كلام ... كل شي كلام
الحقيقي الشعور بس ... 

قبل يومين مريت في حالة غريبة .. كنت في النادي أمارس رياضتي المفضلة السباحة .. وبينما كنت اسبح كنت احس بشي ثقيل 
في قلبي .. كنت أتنفس طبيعي لكن في شي يضغط على قلبي وعلشان جذي فضلت أني اطلع من الحوض .. ولما تسبحت حسيت هالشي قاعد يزيد .. طلعت ولبست بسرعة وانا مو قادر اخذ نفسي .. حاولت ارتاح على الكراسي لكن هالشي الضاغط زاااد بطريقة حسيت إني اغيب عن العالم .. حاولت امشي بسرعة وهالشي ساعدني شوي وبعدها حسيت بتحسن تدريجي إلى أن عاد الوضع طبيعي.

أول مرة بحياتي أحس بهالشي .. يعني احيانا الواحد يبذل مجهود يحس معاه بدوخة او بعدم القدرة على التنفس لكن هالشي صراحة غريب.. المهم في الموضوع إن هالموقف خلا عندي أحساس مختلف .. حسيت إن الحياة لحظة .. لحظة وحدة ممكن تنطفئ بدون أي سبب .. ههههههههههههههه .. عاد لما قلت حق امي هالشي صارت كل شوي تقول روح الطبيب أفحص ..  طبعاً قلت لها ان شاءالله لكني ما اخذت الموضوع بجدية .. لأن هالأشياء تصير .. واحياناً تكون عابرة بدون سبب.


وبعد

موعدنا بكرة وشو تأخر بكرة .. قولك مش جاي حبيبي..
......
ابي وحدة عيونها تتكلم ... وطيبة .. ومؤمنة مثلي بأن الإنسان الحقيقي إللي مايهتم بالتفاهات الدنيوية ويطمح إلى سعادة الأرواح وتواصل الأرواح ..
أبي وحدة تغيب عن العالم ... وتفصل بين الحياة الخاصة والحياة العامة .. ابيها طفلة و إمرأة بنفس الوقت .. تبكي إذا تضايقت .. وتفرح إذا كانت سعيدة .. بكل بساطة وطبيعية ...
أبي وحدة تؤمن بالحب .. الحب لكل شي .. وتسامح دائماً .. تسامح لأن الحياة ما تستحق إن الإنسان يخسرها بالغضب والحقد والضغينة.. 
ابي وحدها بسيطة جداً .. علشان نضحك مع بعض على جنون العالم ... أبي وحدة تحب الموسيقى  والحرية والتفكير .. وتكون ملتزمة بالإنسانية بالمقام الأول..
أبي وحدة صوتها مو حاد .. وماتحب تصارخ بصوت عالي ... أبي وحدة ما تشبه وحدة فبالي هههههههههههه ...
ابي إنسانة ....
....................................................................
أن تصل متأخر خير من أن لا تصل أبداً 
..................................

انا معجب في شخصية معينة ... لكن طريقها صعب جداً ....
......................................................

سأعود إليك ياسكني .. إلى قلبك المحب .. وإلى عينيك الطيبة ..
سأعود إليك في الليل حيث الحب موجود بكثافة مثل الظلمة
وستشرق الشمس ونحن معاً نملأ الحياة سعادة و محبة
...............................................

بكرة عندي شغل كثير .. لكني الليلة غير .. غير ...
..............................................
كل الكلام هذياااااان قلب غير واعي لحديثه
...............................................

المدونة قدييييييمة .. احلى شي لما تكون جذي .. وحيد .. بدون عيون كثيرة .. وحيد مع افكارك وهذيانك 
..............................................

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
.................................
أحبك ايها العالم الكبير ... أحبك لأن الله ملأ قلبي بالحب .. الحب فقط .
.......................................
تصبحون على خير  جميعاً .... ههههههه منو جميعاً .. مادري بس جميعاً 





4/16/2012

الاختيار

في هذا العالم الممتد إلى مالا نهاية أشياء كثيرة غريبة و معقدة و يصعب فهمها بالنسبة للإنسان العادي وحتى الإنسان الغير عادي يفهمها لكن بطريقته الخاصة وبوجهة نظره إللي ممكن تكون غلط مثل ما ممكن تكون صح.

أنا عندي سؤال .. سؤال صعب جداً بالنسبة لي .. "شنو أهو الصح؟؟" .. وهالسؤال أوجهه لكل شي .. وين الصح بكل شي؟؟.

الصح إن الإنسان يتبع قلبه ومشاعره في الحياة .. أو يتبع كلام العقل .. او يتبع مشورة الاقرباء .. أو يتبع تعاليم الدين إللي يؤمن فيه.

وحتى الدين شنو ممكن نسوي إذا كان فيه أشياء مو قادرين نفهمها بالشكل الصحيح .. أو شاكين انها ممكن تكون غير حقيقية لأن تفسيرات الدين والاحكام الشرعية اختلفوا فيها الناس والعلماء بشكل كبير جداً.. ولا الدين هو اتباع التعاليم  جميع التعاليم بدون لا تقتنع فيها.

المشكلة إن الحياة جداً معقدة ولما تبي تفهمها أو تفكر في وجودها ومآلها تزداد حيرة وشك، لكن ورغم هالأمور أنا برأيي لازم نفكر فيها ونحاول نفهمها علشان نعيش صح.

وبشكل عام بالنسبة لي أعتقد إن الأهم في هالحياة إن الإنسان يكون محب ومتسامح وهالصفتين أهما إللي يخلون الحياة جميلة لأن المحب دائماً يكون يبحث عن السعادة للناس إللي يحبهم وهالشي يخليه يمنح هالحب لكل الناس بدون استثناء، والتسامح صفة تخلي القلب رقيق وطيب و تبعده عن الكره والبغضاء والحقد، وبرايي ايضاً إن القلب السليم اهو أهم ما في الإنسان لأن الله سبحانه وتعالى يقول "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، لذلك خلوا قلوبكم دائماً سليمة علشان تنعمون بالحياة وبالأخرة.
********

الاختيار صعب جداً ومحير ... شلون الواحد يقدر يختار إذا ما كان يعرف الشي اللي يبي يختاره ؟
******
أتمنى أن أجدك أنت دون سواك ... لكن كيف؟






3/20/2012

حالة متكررة


ضحكت بملئ قلبها على أحد عمال النظافة في الشارع عندما قفزت هرة صغيرة في وجهه من احدى حاويات القمامة

كانت متجهه إلى عملها مثلما تفعل كل يوم،ولأول مرة منذ فترة طويلة تضحك بهذا الصفاء والصدق

تساءلت بإستغراب لماذا ينحسر عالمها عن الفرح والضحكات .. لماذا أصبح الروتين والكأبة والخلافات المتواصلة مع أقرب الناس همها اليومي .

تذكرت انها حدّثت والدتها عن موضوع إنفصالها عن زوجها في الأمس وكيف كان رد فعل والدتها عنيفاً ورافضاً حتى معرفة أسباب هذا التفكير، حاولت أن توضح لها انهما يضغطان على نفسيهما من أجل حياة ستنتهي بالإنفاصل عاجلاً أم أجلاً.

وتساءلت من جديد هل لقب "متزوجة" يستحق أن تضيّع عمرها هدراً مع رجل لايحبها ولا تحبه
رجل مختلف عنها تماماً وهي ايضا مختلفة عنه.. عوالمهما منفصلة عن بعضها
لا يجمعهما سوى نداء الفطرة وإن كان في الفترة الأخيرة متباعداً جداً ويكاد ينطفئ مثل أغلب الأشياء بينهما.

حياتها معه خالية من الأحداث الحميمة، واللمسات الدافئة، والحنان البشري، رغم انه ليس سيئاً لكنها لا تحبه وهو لا يحبها.

فكرت كثيراً في الإنفصال .. وفكرت أيضا أن تستمر معه بهذا الوضع الذي يقتل الحياة داخل الإنسان لكنه ينقل للناس صورة الاسرة المستقرة التي يحيطها الهدوء والحب.


عندما وصلت إلى عملها انفردت بصديقتها المقربة وحدثتها عن رفض والدتها المطلق حتى التحدث بموضوع الإنفصال، قالت والدتها   "تريدين أن يلتصق بك لقب مطلقة و تلوكك ألسن الناس؟، هذا ماتريدينه ؟".
أخبرت صديقتها انها بالفعل تدرك حجم مخاوف والدتها.. وتدرك أيضا صعوبة الحياة بعد الطلاق ونظرة المجتمع المريضة، لكن يظل السؤال  مثل شوكة في القلب، هل تستحق نظرة المجتمع و رضا والدتها و تكوينّ العائلة أن تضيّع أجمل سنين عمرها مع إنسان لا تشعر بقربه بأي أحساس بالامان والحب.
وما الحياة أصلاً سوى شعور بالحب، وحضن دافئ، وعلاقة محبة و وود، وكل هذه المشاعر غير موجودة بينهما.


شعرت صديقتها بالحيرة، وقالت "وضعك محير جداً و لن أجد قراراً إن كنت مكانك، أعانك الله".


تجمعت بعض الدموع في أحداقها البعيدة، وشعرت برغبة جامحة بأن يحتضنها أحد بحب و أن يتحسس ظهرها بكف دافئة تمنحها دفقة معنوية من الأمل، لكن لم يكن هناك أحد ليفعل ذلك.. ولأن لا احد يفعل ذلك تشعر بالوحدة والبرد.


عندما وصلت إلى بيتها .. كانت تشعر بخواء كبير في روحها .. وتحتاج "وكم تحتاج" إلى ضمة  صغيرة تعينها على المواصلة.
رأته متمدداً على الأريكة أمام التلفزيون في الصالة يقلب القنوات دون أن يستقر على واحدة.
 شعورها تجاهه مثل غالب من الثلج بارد وجاف .. حاولت أن تمرر شيء من حرارة مشاعرها إلى علاقتهما .. رمت بحقيبتها على الطاولة وأتجهت صوبه وهي تضع على ملامحها إبتسامة حب واغواء.. جلست ملتصقة به وقالت وهي تنظر بعينيه مباشرة :"هل تتغدى معي؟"، ابتعد عنها بشيء من النفور وقال:" أكلت قبل أن تأتين .. بالعافية"،وواصل تغيير المحطات دون أن يعيرها أهتمام.


نهضت بعصبية وخيبة  ودمعتها معلقة على طرف جفنها .. اتجهت صوب السلم وهي تشعر بحزن كبير.. وقبل أن تصعد .. عادت مسرعة بإتجاهه .. وقال :" لماذا تعاملني بهذه الطريقة"، شعرت بالغضب والانفعال ينال منها واكملت:" اريد أن تشعرني ولو مرة بالحب، لماذا تزوجتني إن كنت لا أعجبك، تكلم .. أنت لا تملك سوى الصمت والتجاهل".. زفر بقرف وقال :"هل تعرفي شيئاً .. النساء بشكل عام لا يستطعن أن يرن رجل مرتاح دون أن ينقصن عليه"، رمى بالريموت على الطاولة واستل مفتاح مركبته وتوجه نحو الباب .. لحقته والحنق يتزايد بقلبها .. :"طلقني".


 نظر لها بإستهزاء ودون أن ينبس خرج وصفق الباب خلفه. 








2/17/2012

هناك .. في العمق









في لحظات الفراغ الابدية يمد لي ذلك الشعور الركيك يديه ويحملني إلى فضاء من الخواء واللا شيء




أحلق فيه طائراً دون أن أتمكن من السيطرة على حواسي، فينفرط كل شيء ويصبح رأسي طبلاً فارغاً ومتسخاً




وتهرب الثوابت والقيم جارة في اذيلها الذنوب والرذائل وتتركني وحيداً وخالياً




مجرد روح لا مستقر لها




فتنبجس الدموع في داخلي حارة و متدفقة وكثيفة، واسأل نفسي لماذا كل هذا الفراغ والتيه ؟ ولا أجد جوابا واحدا




فقط فراغ كبير جداً و أسئلة وبعض من عبارات مفككة قرأتها ولم أحفظها تماماً




حتى الكتابة تصبح عصية وشريرة... لا أدري كيف أخلص نفسي من هذا الشعور




انني اتمدد فيه مسترخياً وأتركه دون أي مقاومة يفعل مايفعل في هذا القلب المرتبك




يقول لي صاحبي أن ماتقرأه أفسد عقلك وجعلك متشكك وتعيس




لا أرد عليه أصمت وأراقب الأفق البعيد وفي روحي ينساب لحن شجي يثير كوامني على نحو مذهل




عندما أنصت لهذا اللحن أدرك أن الحياة لحظة صفاء تشعرها في داخلك، لحظة قد تمر مرة واحدة أو قد تتكرر كثيراً أو لا تمر اطلاقاً




هي تعتمد عليك أنت ... أنت ايها الإنسان




إن كنت تبحث عن المعنى فستشقى طويلاً قبل أن تجد هذا اللحن




وإن كنت لا تعترف إلا بحاجاتك الفطرية التي لا يعنيك مصدرها أصلاً فلا تبحث عن شيء وتنعم في الحياة حتى يقضي الله أمرأً كان مفعولا




..........................




إهداء




إني أتلظى




منذ رأيتك




..................




أهداء اخر للملامح ذاتها




وجهك حدائق ورد تسرق الروح وتمضى إلى المجهول




.....................




إهداء ثالث للعيون ذاتها




إبتسامتك جنة ندية




........




إهداء أخير




أنا أحبك