12/26/2011

الخاسر الأكبر




يقول "المعلم" نيكوس كازنتزاكيس في كتابة "تقرير إلى غريكو" جملة جميلة جداً


فقط لو أن الصوت العذب في أعماقنا يطغى على الهدير والدمدمة لكانت الحياة أجمل

....................

كم سعيت إلى أن يطغى الصوت العذب في اعماقي على كل هدير أو دمدمة تمتلئ بها حياتي .. لكنني وياللأسف غالبا أفشل في تحقيق ذلك

ودائماً ما سألت نفسي لماذا لا أستطيع أن أظل دائماً مشرقاً ومحباً و متواصلاً مع الجميع .. ودائما الجواب ذاته.. إنها الحياة

برأيي مهما كانت الحياة قاسية أو ظالمة أو مجحفة لابد أن يبقى الإنسان مؤمناً بما في أعماقه، وأن يعمل على تطبيق كل

مايؤمن به في تفاصيل حياته اليومية حتى يكون صادقاً مع نفسه أولا قبل أن يكون صادقا مع الغير

ولكن وكم أكره لكن هذه لأنها تضع لنا تبريرات لكل شيء

لكن يبقى العامل النفسي الذي يرتبط أرتباطا وثيقا بالظروف الخارجية والحالة الاجتماعية للفرد مؤثرا بكل فعل و هو ما يبين لنا أن كل أفعال الإنسان خاضعة لعدة تأثيرات متنوعة دون أن تكون محكومة بشخصية الفرد فقط

من هذا المنطلق وعندما تكون شخصا متأثرا بكل ما حولك .. وتتجاذبك أقدار الحياة دون رحمة .. تشعر بأنك تتخلخل من الداخل .. فأنت تتأثر بهذا .. وتبكي على ذاك .. وتتألم من هؤلاء .. وتنفعل لولئك، ووسط هذا الزمن الذي أصبحت فيه

القسوة من طباع البشر اليومية تصبح الحياة معركة انت فيها الأخاسر الأكبر.

الأمل

ماهو الأمل؟ ..

هو أن تبقى دائماً تنتظر أن تتغير الحياة إلى الأفضل .. حتى لو لم يكن هناك أي مؤشر أو علامة تدل على ذلك .. أي بمعنى أخر أن تظل تكذب على نفسك حتى تستطيع أن تعيش بسعادة واقبال على الحياة

لكن في الوقت ذاته أليس هذا الهدف وحده "السعادة والاقبال على الحياة" هو ما يسعى له اغلب البشر .. وحتى أولئك الذين وجدوا كل شيء مهيأ لهم دون عناء،إن لم يملكوا هذه الرغبة بالاقبال على الحياة لن يفيدهم كل شيء بأي شيء

لذلك مهما كان الامل كذبة أو وهم يصيغه الخيال علينا أن نتشبث به حتى نسطيع أن نحيى ونحن مقبلين على الحياة وهذا هو جوهر المعنى


.............


سأكتبك على صفحة روحي الملطخة

سأكتبك هناك في البقعة الصافية التي تدفعني للاستمرار

أنت يامحرك الكون

يامن تحيط بالروح والجسد

إنني أحبك. .. أحبك بكل مايحمله قلب من عاطفة

وبكل ماتجود به أعماقي من

لست أعرف غيرك .. ولن ابحث

أنت فقط

أنت

11/02/2011

تهويمات .. 1




شفقة محمومة تملأ روحي بالشجن وتدفعني دفعاً إلى السمو عن كل شيء .. والألم على كل شيء ، على كل الكائنات .. على القوي وعلى الضعيف، على الظالم وعلى المظلوم



**

سأستمع إلى موسيقى روحي التي تعزف بمهارة فائقة على "نوتة" الحياة


**


أنا لستُ سوى روح هائمة في رحاب الله

**


وحدها الدموع تعرف أسراري التي أخفيها جيداً في أعماق قلبي الشقي


**


سأصمت طويلاً وأترك لكم كل الحديث .. لايعنيني كل ماتقولون .. فقط أريد أن أنعم بالهدوء بعيداً عن أحاديث هذا العالم المتسربل بالغرابة والقسوة

**


على فراشي في كل ليلة تتجمع كل تهويمات هذا الكون الفسيح .. الفسيح جدا إلا هنا


**


أمد يدي بزهرة بيضاء بلون النقاء والطهارة لكل تلك الليالي الطويلة .. ولكل الدموع المالحة.. والنبضات العصية.. ولكل نفحة الم شكلت نفسي الشفيفة


**


كلما استرجعت ذلك الشعور عندما لامست يدي أسرارك الندية اقف من جديد عاجزاً عن الفهم كيف استمرت حياتي بعد تلك اللحظة
**

أة .. أيها الألم الغامض كم أجهل مصدرك


10/30/2011

ظلال



يحكى أن هناك رجل منحته الحياة كل مايرغب .. زوجة صالحة وولدان .. صبي وبنت.. وتجارة ناجحة جداً .. و تقوى وصلاح.. يحسن على الفقراء .. ويساعد الاغنياء .. يخاف الله .. ويعمل صالحاً .


بذل اغلب حياته من اجل مكارم الاخلاق . كان هدفه في الحياة أن يرى ابنيه يكبران أمام عينيه بعد أن غيب الموت زوجته . وكان له ما أراد. كبر ابنيه وهما يسيران على خطاه .. ناجحان .. مميزان .. الفتاة كانها زهرة في اول تفتحها .. جميلة .. مؤدبة .. وتسلب النظر .. الصبي .. ناجح جدا ووسيم جداً .. و مؤدب جداً.


كان الرجل في كل يوم يتضرع إلى الله أن يديم عليه هذه السعادة . وأن يمن على ولديه بالصحة والعافية.


لكن


ودائما ما تقتحم "لكن" هذه عالمنا الهادئ لتحيله إلى علامات استفهام كبيرة نعجز معها عن إيجاد التفسيرات المناسبة التي تبقينا متمسكين بقناعاتنا وإيماننا .. وهذا ما حصل لرجلنا هنا .


تغيرت حياته على نحو مفاجئ بعد أن تعرضت ابنته/ زهرته لمرض خطير ما برح أن أودى بحياتها وهي في بداية تفتحها ونضوجها.


ماتت ابنته متأثرة بمرض عضال .. رحلت وأخذت معها جزء من قلبه والكثير من إيمانه.


لم يكن يفهم لماذا تموت ابنته رغم إيمانه بأن الموت حق على الجميع.. وانه حقيقة لا مفر منها أبداً .. لكنه كان يتمنى أن يطيل الله بعمرها لأنه يحبها كثيرا ولأنها تسبغ حياته بالون السعادة كلما لمح محياها الباسم.


ظل "رجلنا" سارحاً في تساؤلاته وحزنه زمناً طويلاً دون أن يصل إلى تفسير لماذا توفيت ابنته التي يحبها كثيرا.


وفي يوم من سائر أيام الحياة المستمرة منذ الأزل . وفيما كان الرجل الذي هرم كثيرا منذ وفاة ابنته يكابد حزنا عميقا عجز عن تجاوزه .. فجعه خبر مفاجئ .. "ولده تعرض لحادث سير وهو في المستشفى بين الحياة والموت".


أسرع الرجل يسابق فجيعته وقد زاغت نظرته ومادت الأرض تحت قدميه واختنقت أنفاسه وعلى وجيب قلبه ... كان الصراع في داخله هادرا .. حزن وغضب و سخط و يأس لا حدود لهما.


وما أن دخل إلى المستشفى حتى أحس بالغضب يسيطر عليه دفعة واحدة .. كان ناقما على كل شيء .. راح يصرخ بحدة وفزع . " أين هو" .. "أين هو " ، " إن حدث لولدي مكروه لن أسامح أحداً ، سأقتلكم جميعا".


وفي خضم زوبعته التي أحدثها في المستشفى كانت روح ولده ترتفع إلى مستقرها الأبدي.


حين علم بالفاجعة .. تاهت نظراته في الوجوه التي تطالعه بشفقة كبيرة، كان غضبه يصعد ببطء من أعماق أعماقه حتى قبض على خناقه فانفجر في الجميع و راح يعدو وسط الممرات وهو يصرخ " لن أسامحكم" .. "سأقتلكم جميعاً" .. ثم وهن فجأة وخارت قواه وسقط وهو يرغي ويزبد.


عمل الأطباء كل ما يلزم .. حجزوه في المستشفى حتى وثب إلى رشده من جديد.


نزلت عليه سكينة ساخطة.. صمت دون أي كلمة .. يطالع في الوجوه وهو صامت .. لا يتحدث إلا قليلاً جدا.


اعتزل الحياة وراح يطالع السماء.. في كل يوم يجلس أمام نافذته المطلة على الغروب ويتساءل بشعور غامض "لماذا؟"


لماذا حدث ما حدث. "لم أخطئ بشيء" .. "لم اقصر بكل ما تريد يوماً " .. "لم تتعلق نفسي بشيء طوال حياتي سواهما .. لماذا تأخذها لماذا .. فقط لو تجيب .. فقط لو أعلم لماذا".


كانت تساؤلاته تؤلمه .. وحيرته ليس لها نهاية. طالت حياته كثيراً .. منذ أن فقد ذلك النور في قلبه .. أصبحت الأيام باهته لا طعم لها، والحياة مقيتة لا تحمل سوى الظلام .. ظلام ابدي ممتد أمام عينيه.


حاول أن يتجرد من حزنه أن يقترب إلى النور من جديد لكن قلبه ظل قاسياً مثل الصخر.. فقد ذلك الندى الإنساني .. وتلك الروح المتسامحة المتقبلة لكل شيء تمنحه الحياة.


تساقطت سنين عمره عام بعد أخر .. دون أن يصله الموت الذي أقتطف سبب حياته. خيل إليه أن عمره سيمتد إلى مالا نهاية إذا لم يلين قلبه.. لكن كيف ولا تفسير في الأفق. حاصرته الحياة من كل جانب فلم يستطع المقاومة .. اسلم أمره للمجهول دون أن يكف عن مطالعة السماء في كل يوم وهو يتساءل "لماذا".

10/05/2011

الأرواح والأجساد








تفضحني جميع النظرات التي اوجهها لها

ولا يمكنني ان استمر في تجاهل تثنيات جسدها المتمايل ولا نزق التنمر المطل من انحناءات وجهها ونظرات عينيها

حين تتلاقى نظراتنا اشعر بها تود لو تفترسني واتساءل هل وصلنا إلى عصر الأجساد والغرائز فقط

أين ذلك التواصل الروحي الذي ينأى بك عن لغة الغريزة ويرفعك إلى مصاف الأنقياء

تلك الحالة من التجرد والمحبة .. تلك التي تدفعك لأن تحتضن زوجتك طوال الليل دون أن تشعر بأي رغبة جسدية.. هل أصبحت هذه الحالة محض خيال أو مداعاة للأتهام بأنك ناقص؟


أتعبتني الوحدة جداً بعد سنين كثيرة قضيتها بين الأجساد

كنت أبحث عن روح .. روح ترافقني الحياة.. وتمنحني متعة دائمة خالية من أي استعباد.. فالإنسان حين يشعر بأنه تحت سطوة الجسد والرغبة يدخل في نوع من أنواع العبودية التي ندرك جميعنا انها فطرية وعلينا أن نسيقها بالتواصل الجسدي .. لكنها يجب أن لاتطقى علينا بصورة قاسية و مريرة نفقد معها المتع الأخرى .. المتع الروحية


أرتبطت اقدارنا ببعضها .. ووجدتها انثى مثالية للمؤمنين بفحولة الرجال .. فتاة نزقة تقطر من عينيها رغبة لا تنضب .. لكنها لا تملك روح.
لا تفهم متعة الأرواح

كل ماتريده أن تشعر بأنوثتها الطاغية التي بدأت تسبب لي الكثير من المشاكل.. وانا أبداً لم أكن أحتاج لهذه المشاكل।
قلت لها ذات ليلة .. وكانت روحي مرتعشة وتبحث عن سكن .. " ظميني" فوجدها تنهال عليّ بجسد لين جداً .. ودون شعور دفعتها بعيداً .. ومضيت من أمامها .. أنزويت في ركن قصي وبكيت .
بعد تلك الليلة حدثت جفوة كبيرة بيننا .. لم أعد أنتظر منها شيء يمكنه أن يلبي حاجة روحي لأنيس .
داهمتني وحدة قاسية .. اكثر بكثير من ماكنت أشعر به قبل الارتباط . وانحدرت حياتنا إلى مفاصل قدرية .. فلم أجد بداً من الانفصال لأنني فقدت معها حتى المتعة الجسدية .. فرغم اكتناز شفتيها و حرارة جسدها لم أكن أشعر معها سوى بالخواء والبرود.
أنفصلنا .. وعدت اقارع وحدتي وأبحث عن أمل يمنحني الدافع .. كنت أحتاج لدافع حتى أعرف سر روحي الشفافة التي تطارد أسرار مبهمة وتترك واقع جلي.. لست أعرف لماذا أحتاج أكثر من جسد ساخن وشفاة مكتنزة.
ظللت أطارد أطياف كثيرة ، وأعيش معها قصصاَ شتى، وأبحث في واقع جسدي .. عن روح .. روح تفهم معنى التواصل الانساني والحب الداخلي .. روح تفهم ما يعنيه أن نقضي ساعات طوال بحديث تافه.. أو أن ننام متلاصقين دون أي كلمة.. أو نتشاجر بحدة ثم نتصالح بمحبة.
لكنني وبعد سنين اخرى طوال .. أكتشفت أن الأروح بدأت تذوي إلى الفناء .. وقامت دولة كبيرة جداً من الأجساد العاهرة بالسليقة.
لغة الأجساد تقتل الجميع ولا مهرب من المواجهة.
كل شيء في الحياة الحالية يدفع الناس إلى وضع عقولها في أعضاءها التناسلية. طغت لغة تعيسة لا تعرف سوى الممارسة ولا تؤمن أطلاقاً بالنظريات.
الروح ياسادة هي الأهم والأجدى والأنفع .. الروح هي المخلّص.. والمنتهى.. والخلاصة. فلنحييها من جديد ونتجرد من رغباتنا الخاسرة، رغباتنا المتسلطة المستعبدة لكل ماهو جميل في دواخلنا.
........


سأنام الأن مثلما تفعل كل الكائنات
سأحتضن فراشي وأنام .. وأحلم بذلك المخلوق الذي يتحول إلى غيمة
كم فكرت أن لا أنام أبداً .. لكني مثل كل الكائنات لابد أن أنام
أنا لست مختلف .. اقول لكم جميعاً لست مختلفا .. فأنا أيضاً أنام.
ذلك المخلوق (الغيمة) هو ما يجعل أحلامي هانئة
إنه يمنحني المتعة .. المتعة التي تجعل للحياة معنى
لكني رغم هذه المتعة وكل شيء اخر، أظل اتساءل .. مامعنى الحياة
ترى ... مامعنى الحياة ؟
......
بلانكو

7/14/2011

المسيح يصلب من جديد




منحتني رواية "المسيح يصلب من جديد" لـ للكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس الكثير من المتعة والكثير من التفكير والكثير من الألم.



جاءت بصفحاتها الـ 646 مثل نسمة هواء رائقة في نهار صيفي قائض واحتلت المرتبة الأولى في الروايات المفضلة ، زائحة في طريقها أكثر من رواية ظلت عالقة في بواطن النفس والعقل لأعوام طويلة.



بالنسبة لي من الصعب أن أجد رواية تحرك ركود التفكير و توسع مدى الخيال و تتحكم بخيوط المتعة و تزجك مرغماً إلى فضاء التأمل والتحليل والتفكر بكل هدوء وبساطة.



حقيقة دائماً أمنت أن البساطة والعمق حين يتمازجان ينتج عنهما عمل إبداعي لا مثيل له، وهذا ما أكده لي كازنتزاكيس في روايته "المختلفة" هذه، فهو يصيغها ببساطة ممزوجة بعمق متفرد عبر لغة شاعرية مليئة بالتعبيرات والمصطلحات النادرة التي تحمل المعنى بدقة يصعب الوصول إليها.



كثيراً ما وقفت أتأمل بعض التعبيرات والجمل سواء التي توصف المكان أو الشخصيات أو الأحداث، وأنا أعيد قراءتها وأردد في نفسي كيف له أن يصيغها بكل هذه البلاغة والدقة معاً.

يصور كازنتزاكيس في الرواية جشع وفساد وتسلط القوة الدينية المتمثلة في الرهبان والقساوسة والأعيان الذين أعمتهم ملذات الحياة عن رؤية جوهرها ودفعهتم مكانتهم وأملاكهم إلى التجني والقسوة دون أي رادع.



شخصيات الروايات عبارة عن ملائكة وشياطين. ملائكة يريدون أن تكون الحياة واحة حب وسعادة تشمل الجميع، وشيطان يستغلون قوتهم الدينية والدنيوية لرغباتهم الخاصة، متفردين بخيرات الأرض طمعا وجشعا ودناءة.



القصة شديدة البساطة لكن تفاصيلها شديدة العمق والتعقيد،ومثلما يقول المثل الانكليزي "الشيطان يكمن في التفاصيل"، كانت الشياطين تسرح في تفاصيل الرواية التي حملت تساؤلات وأسئلة عامة بلا أجوبة شافية.



ختم كازنتزاكيس روايته بكلمة غاية في العمق والوضوح " لا جدوى يا يسوع ... لا جدوى" ، لكنه في الوقت ذاته جعل أبطاله الذين تأكلهم الظلم والحرمان رغم نقائهم ، يبدؤون من جديد رحلة البحث عن الحياة دون يأس أو نكوص.



برأيي خلاصة الرواية تقول .. الحكمة روح مخفية.. لانراها ولا نلمسها لكننا نظل نطاردها مدفوعين بإيمان خفي رغم بشاعة الواقع ودعواته المتكررة للاصطفاف في طابور الضياع الطويل.

6/18/2011

عالم خيالي





بعد يوم طويل استنزف مني اغلب جهدي، عدت إلى البيت وأنا ابحث عن مأواي

ابحث عن فراشي الذي أدفن فيه جسدي فأغيب في عالم النوم
لذة النوم لاتظاهيها لذة


بعد غفوة لم ادرك مداها صحوت مفزوعا على رنين هاتفي كان الوقت متأخرا

قال هل تذهب معي السينما

قالت بدون تفكير نعم،

قال سأصحبك بعد ساعة قلت "اوكي

وضعت نفسي تحت "الدوش" الساخن وانتهيت منه بسرعة

ارتديت ملابسي وشعرت بأنتعاش كبير .. كان عقلي متأهب ومشاعري متوثبة .. وفي قلبي خفقة كسولة تبحث عن الحب ..
ذهبنا إلى " الافنيوز" الناس تتحرك .. تتبادل النظرات بصمت مثير

التفاوت الكبير في الأوضاع الاجتماعية يظهر بصورة جلية بين الناس عبر الأشكال طريقة اللباس الحديث .. المعاملة " نحن مجتمع متفاوت بكل شيء، الأشياء التي تجمعنا هي ذاتها التي تفرق بيننا"


كنت أنتظر صديقي الذي ذهب لشراء بعض "الناتشوز" و"الأم أند أمز" كما هي عادته دائماً، قلت في نفسي :" تباً للعادات التي تبقينا عبيداً لها دون أن نشعر، ياليتنا نستطيع أن نتغير، التغيير أفضل ما يمكن أن نصنعه في حياة شديدة الغرابة والوضوح معاً


قبل أن نذهب إلى قاعة العرض ونحن في الرواق الجانبي للصالة الكبيرة مرت من أمامي فتاة ملفتة للنظر كانت ترتدي لباس يحدد ملامح جسدها الناضج تحرك شيء ما في داخلي الجاف وعادت التساؤلات من جديد "لماذا تتحرك هذه الأشياء رغماً عنا"

سألت صديقي قبل أن نجلس " هل شعرت بالحب من قبل" .. ضحك كثيرا على سؤالي الغريب .. وقال بتهكم ساخر .. "اجلس فقط"


كان الفيلم .. رومانسي بامتياز .. يحكي قصة حب عاصفة بين شاب وفتاة .. تستمر سنين طويلة .. يلتقيان ويفترقان .. يستمتعان ويتألمان .. يضحكان ويبكيان .. كأن المؤلف يقول لنا : ما الحياة سوى حالتي نقيض لايمكن أن نشعر باحداها قبل أن نجرب الاخرى
عندما انتهى الفيلم وأنيرت اضواء الصالة كنت أشعر برغبة كبيرة في البكاء .. تكثفت اللحظة في داخلي بصورة مذهلة وشعرت بأني أكاد أقبض على حكمة هذا الكون .. عقلي سارح في البعيد .. يتساءل عن جدوى كل شيء .. وقلبي .. أة قلبي .. كان هائماً في عالمه الشفاف، يمور على وقع عواصف العاطفة المهتاجة.

في المركبة ونحن عائدان كان الوقت متأخر جدا وكنت أعلم أن غدا يوم طويل أخر ولكني أستسلمت لنوازع غامضة وطلبت من صديقي برجاء حار أن يضع لي في جهاز التسجيل موسيقاي المفضلة وأن يسير على مهل وإن أمكن ، ان يعود من أطول طريق ممكنة


بدت لي الطريق الاسفلتيه معبدة على نحو غريب .. وشعرت بلحظة ما أن بأمكان المركبة أن ترتفع وتلج بنا أبواب ذلك العالم المنتظر .. العالم الكبير ، المثالي، الصادق، الذي بأمكانه أن يمنحني دفء الحياة الغائب ابداً .
كنت أتمنى أن تُختصر كل الحياة في هذه اللحظة . أن ينتهي العمر وأنا سارح في خيالات تطير من الارض وتحط في السماء.
قطع صديقي حبل أفكاري المشدود .. وقال ، :" البطلة كانت جميلة جداً لها شفتين تقتلان"ضحكت بصفاء طويلاً .. وقلت :"هناك فقط بأمكانك أن تشعر بالحياة


حين دلفت إلى غرفتي كانت خطوات الفجر الاولى تتقدم بتأني ساحر .. صليت الفجر .. وتكورت داخل فراشي طلباً للنوم قبل أن يبدأ يوم طويل أخر .
فجأة قفز مدير عملي إلى مخيلتي رأيته يستفسر عن الواجبات التي ينتظر مني أن انهيها تذكرت ايضا الأوراق الكثيرة التي تنتظر على مكتبي .. وحالة النعاس والأرهاق في منتصف اليوم.. حلت هذه الأشياء فجأة كعاصفة مباغتة واقتلعت كل ماهو جميل في نفسي


كان الحب والحكمة والمتعة والحياة أخر ما أفكر فيه في تلك اللحظة.

6/03/2011

كلمة



ذات يوم وكان يوماً خريفيا ً ، مثل يومنا هذا



ولا بد أننا كنا في العاشرة من عمرنا



جلسنا معاً في تلك الساحة التي تظللها السنديانة الكبيرة



وكنت أهمُّ بنطقِ ما رددته في سري مراراً و تكراراً ، خلال أسابيع و اسابيع



وما إن صممتُ على القول ، حتى أخبرتني أنك ِ فقدتِّ ميداليتكِ في كنيسة القديس( ساتوريو ) الصغيرة



وطلبتِ مني أن اذهب لأحضرها
كنتُ أذكر جيداً .. رباه، كم أذكر جيداً !

و تابع قائلا :

لقد عثرتُ عليها



ولكن حين عدت إلى الساحة ، كنت قد فقدت جرأتي على النطق بالكلمات التي طالما رددتها في سري



وعندها عاهدت نفسي على أن أعيد لك الميدالية فقط في اليوم الذي أستطيع أن أكمل العبارة التي هممتُ بنطقها قبل عشرين عاما



لطالما حاولت أن أنسى لكن العبارة بقيت ماثلة في ذهني وما عدت أقوى على العيش ، وهي ماثلة على هذا النحو




توقف عن ارتشاف قهوته ، أشعل سيجارة ، ولبث بعض الوقت مستغرقا في تأمل السقف ، ثم التفت نحوي

إنها عبارة بسيطة .... أحبك!





......
من رواية على نهر بييدرا هناك جلست فبكيت .. لـ باولو كويلو

5/08/2011

:)















اردتك أن تشعر بالسعادة الحقيقية النابعة من أعماق النفس لكنك رفضتها بحزم غريب وبجدية مستغربة






عموما ياصديقي ... الحياة تتشكل عبر اختياراتنا التي تحتاج إلى حسابات معقدة ... ولطالما أخطأنا بهذه الحسابات






......






مددت لك يدي فقطعتها






منحتك قلباً محباً مخلصاً فتجاهلته






أحببتك في الله فكرهتني






ماذا أفعل حيالك ... أنت تهرب من السعادة بمحض ارادتك






.....






الحب






تقتلني خصلة شعرها الحريري حين تنسل من تحت غطاء رأسها وتسبح في الهواء فتعيدها سريعا حيث لا أراها






خصلتها التي هربت بغتة طعنتني في مقتل ولا أجد مفر من التفكير الدائم بها






كستنائية بلون المغيب ... حريرية مثل الفرح ... وغامضة كالحياة






ليتني أنعم بملمسها






لكن كيف؟
........
عينيها






حين أرقب نظرتها السارحة في البعيد ... ينفرط العمر ويضيع في الهباء ... لحظتها ... عندما المح تلك النظرة الظالمة ... تتجرد كل الأمور من معناها ... ويصبح كل ... كل شيء مجرد ظلال تافهة






فقط عينيها وشعور يصعب وصفه






يالاهي كيف لي أن أتحمل كل هذا الشعور






........






جسدها






تناغم متزن ... خطوات راقصة ... وتناسق مفرط






الجمال بأبها صورة






......






أظن أن الحياة إمرأة لم تخلق بعد






إمرأة لك أنت فقط

3/28/2011

لعبة الحياة


في عالمنا المتراخي .. المنفر .. في أخره .. نهايته .. بقاياه .. وجِدنا

نبحث عن بياض في قلوب الناس التي امتلاءت سواداً وغلاً .. نبحث لأننا جزء من هذا الكل

كم هو قبيح هذا العالم .. نعم قبيح .. لا شيء يمكن أن يغير هذه الحقيقة

حتى جمال النساء .. وهمسات الحب .. وتقوى الصالحين .. ودعاة الدين .. وأصوات الضمير

لاشيء يمكنه أن يغير هذه الحقيقة

شيئا وحيدأً .. "قبس السماء" .. هو الأمر الوحيد الذي بأمكانه أن يعيد لوجوه الناس بشاشتها .. وأن يزرع في القلوب المحبة

قبس السماء ... ياترى متى يأتي

.......

في قلبي خفقة ثقيلة

مملوءة بالأمل واليأس ... متجاورين تماماً

هل هي الحياة هكذا ... أمل ويأس

نزرع حرثنا ... وننتظر الحصاد

نفرح كثيرا عندما تطرح حياتنا ثمار ما نشتهي ... ويأخذنا اليأس حين تبور أرضنا

لا ندرك أن الحياة خطوتين ... واحدة للأمام وأخرى للخلف

نتقدم يوم ... ونتأخر يوم ... وتستمر الرحلة


أحيانا ... أستفيق في أحد الصباحات وأجد الأمل يغمر كل ذرة من كياني

وأحيانا أيضا أستفيق والقى اليأس بوجهة المكفهر يبتسم لي بترحيب

وعندما أتخلص من كلتا الحالتين وأتأمل كل شيء بتجرد ... أجد إنها الحياة

شيء لا يمكن فهمه مهما حللنا وتأملنا وقرأنا ... وقلنا ... وحاولنا

الحياة ... تركيبة فريدة ... لا يعلم سرها سوى من خلقها


المهم في الأمر نحن ... طريقنا فيها ... وجهتنا

إلى أين نسير ... متى ننتهي ... ماهو مصيرنا

وهذه المشاعر التي تجيش بطيش بالغ

وتعود إلى الانزواء بسكينة مفرطة

كيف نتعامل معها


إنني وبعد كل هذا العمر المهدور ... أشعر بالسعادة ... وبالحزن

أشعر بأنني أكد أن أضع يدي على السر

على المعنى... على الغاية

ورغم مخاوفي ووساوسي بأن يكون كل مايشعر به قلبي هراء

إلا إني أرى إنه لا مناص من الأيمان به

لأنه من الصعب أن نظل نحرث دون أن نجني الثمار

......

حقيقة ... مشكلتى الكبرى في قلبي

في هذا المد المتواصل من الشعور

شيء لا يمكن إيقافه

شعور قوي جدا ... يبحث عن تفسير لمعنى الحياة

ويتساءل بألحاح مؤلم ... لماذا الناس بكل هذا القبح

لماذا نكره ونقتل ونظلم ونقسى ... لماذا يتألم الناس كل هذا الألم بسبب بني جنسهم

لماذا يحدث كل ذلك وفي العالم مكان يسع الجميع


بأمكاننا أن نعيش بسلام وأمان ومحبة ... فلماذا يحدث كل ذلك

حقاً لماذا

ياليتني فقط أجد اجابة بأمكانها أن تقنع تساؤلي اللحوح

.....

أحيانا وفقط لأنك إنسان ... تدفع ثمن إنسانيتك بصورة باهظة جداً

1/24/2011

كلام


صارلي فترة طويلة .. مادري شفيني .. فاقد قدرتي على الكتابة .. ومو قاعد احاول
أحيانا توصل لمرحلة تحس مافي كلام يعبر .. أحس ماعندي قدرة على التفكير بصفاء
كل القصص أنتهت .. وكل الأفكار مفككة .. وخاوية
أحس إني أبي اعبر عن نفسي بالفعل
كأن .. أروح الجمعية أشتري أغراض مالها معنى .. أروح أشتري ملابس .. أو اروح مطعم بروحي أكل وجبة محترمة لمجرد إني ابي اغير روتين الحياة
مدونتي الحبيبة .. فقدت شغفي فيها .. ماعدت أجد راحتي الكبيرة وانطلاقي المستمر
أمتدت العيون إلى هنا
وأمتد العمر إلى براعم الطفولة القابعة بالنفس وبدأ يقتلعها تحت سلطة الممنوع والغير لائق
أشعر بأيادي الحياة المفروضة والقيود الكثيرة تخنقني .. وأنا أتوق للحرية .. وللتحدث
التحدث عنك .. عن حاجتي لك .. عن عقد العالم المجنون .. عن الكون الكبير ومجرياته المذهلة
مادري
شنو الحل
....................................
مهما طالت الأيام لابد من الوقوع
بعد مقاومة طويلة جدا .. لقيت نفسي فجأة راغب في الزواج
يمكن لأني بديت أحس إن شيء بروحي يحتاج لشريك
فقررت الزواج رغم كل شي .. وكل الموانع إللي انا واضعها بوجه هذا الزواج وإللي لازالت موجودة
لكني أعتقد رغم الاحباط إللي لقيته من اغلب المتزوجين إني راح أجد السعادة في الزواج
أتمنى إني اكون على صواب وما انصدم
لكن أكتشفت إن في مشكلة كبيرة
شلون تقدر تختار زوجتك ؟
ههههه
يعني فجأة لما قررت الزواج ..مالقيت في زوجة .. أو أنا ما اعرف منو راح اتزوج
ويمكن هذا شي طبيعي جداً
لكني بالفعل جدا متخوف من هالأمر
يعني الزواج التقليدي .. إللي عن طريق الأهل .. يخوف صراحة
يعني الواحد ما يحب يظلم أحد .. لكن جميل جدا إن كنت على الاقل بامكانك انك تعرف الانسان إللي راح يشاركك حياتك شلون يفكر، شنو طباعه .. هل من الممكن إنك تتوافق معاه وتلقى بقربه السعادة أو لأ
لكن شي مؤلم أيضا .. إذا ارتبطت بشخص وأكتشفت إنه بعيد عن روحك وعقلك وعالمك .. بهالحالة تصير الحياة غاتمة جدا وتزداد ضيق وتعاسة
صحيح إن كل شي نصيب
لكن هالموضوع شاغلني جداً .. ويكاد يجعلني أعيد النظر في القرار .. أو تأجيله إلى حين
.......
نقطة اخيرة
كل ما احتاجه لسمة .. فقط لمسة حنان
تزيل عن كاهلي كل هذا التعب