12/25/2010

الشمس بعد الغروب


في الأمس أختلجت في صدري المشاعر على نحو غريب .. لم أفهم معناها ولم أعي تأثيرها الطاغي

فقط كنت محلق بعيدا.. في رحاب غامضة .. تترقرق في عيني دمعة مجهولة ويغوص في قلبي أحساس بكبر العالم


القمر كان مكتمل إلا قليلاً .. ساطع ينير الصحراء بضوء ذهبي خافت .. ولليل سطوة في القلوب العليلة

جلست أحدق في الأفق وأستمع لتردد صدى انفاسي والعالم بأكلمه يدور في مخيلتي


تذكرت رواية مدن تأكل العشب عندما سمع يحيى الرجل الغريب الذي تكفل به "الطاهر" ينتحب على فراشه ليلاً وهو يقول .. لم أعد أصلح لشيء ...

تذكرت .. فلورنتينو أريثا .. تذكرت "جاسم " الذي تطل من عينه غرائبية الحياة


تذكرت وتذكرت .. والصمت يضغط على منابع الشعور فتفيظ وتكاد تطفح


وقبلها

حين هطل الظلام فجأة ووارى خلفة شمساً خجولة وتهادت نسمات باردة جداً .. لم أستطع حبس دمعة وحيدة هربت من متاريس المقاومة

الغروب والوحدة وعالم يسبح في التشوه والجنون

ورواية مطبخ اليابانية التي تخلف في الروح أسى فريد .. إنها أجواء مثالية لنزيف الأحساس الذي لا ينقطع


الأحساس .. أة .. ماذا بأمكاني أن اقول

ياليته ينقطع ولا يفعل كل الذي يفعله


...........

بالقرب من عينيك الحلم نزف العمر كل رغباته وكل متعه .. وتركني وحيداً مع ليل لا ينتهي وأشياء مجهولة

...........


ركضت خلفها وهي تعدو برشاقة وخفة متناهيتين

أقتربت منها كثيرا ولم اصلها كانت رشيقة وخفيفة الحركة


قررت أن أمسك بها بأي ثمن

أستحضرت كل شجاعتي وحماقتي

اقتربت منها مرة أخرى كثيراً وأستجمعت كل عزيمتي ووثبت بالهواء ماسكا بكتفيها

صرخت من المفاجأة والحماس .. ووقعنا معاً على الأرض نلهث وتتسابق ضحكاتنا البرئية

ودون مقدمات ضممتها بقوة في دفء صدري

فغابت هناك

لم أشعر بها وهي تتسرب إلى داخلي

لكني أستفقت فجأة من شرودي مع الخدر الذي اصابني على يدي فارغة منها


لقد تسربت إلى داخلي

سكنتني

ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أستطيع أن اتخلص منها


هي معي وليست معي

ساكنة فيّ .. لكنها غير مرئية

حالة فريدة من الرغبة والاحتياج

حالة لا تتكرر

........

12/22/2010

وينك

ليه سايبني لوحدي طول العمر ده
............
لازلت أنتظركِ .. بلهفة قلبي وحنانه
أنتظركِ .. بصبر مؤلم .. وروح ذاوية
أحتاجك
جداً

11/25/2010

فـــــــــــــــــــــــــــاصل



وأترك عقلي ورائي وأركض ... أركض خلف جنوني

...

نزار

.......


ياجماعة .. ترى أحلى شيء بالدنيا الحب .. لما نحب كل الناس بصدق

ونعامل كل الناس بحب

ونخلي الحب منهجنا بالحياة

مافي أحلى من جذي


وبما أن الكلام عن الحب

تذكرت مدونتي القديمة .. إللي كانت كلها حب

وحاولت أسترجع ذكرياتي معاها ومع ..... الحب

...........


ضعيني في عينيكِ وأغلقيهما للأبد، دعيني أعيش هناك ماتبقى من حياتي

هناك حيث الدفء والأمان والحب


أحبك .. ويصمت الليل

أحبك .. وتتكلم المشاعر

أحبك .. وتدمع العيون

أحبك .. ويفيض الحنين


تعالي .. أقتربي مني أكثر .. لا تخافي .. لا تجفلي

فليس أأمن في هذا العالم الهادر من صدر عاشق


تعالي .. تمددي بحضني .. دعيني أتحدث مع تفاصيل قلبك

دعيني أبحث عن ذاتي الغائبة فيك


تعالي يا صغيرتي .. لنرقص على غناء العصافير

هل لازلتي تعشقين أصوات العصافير الصغيرة؟

تلك التي توقضكِ كل صباح وهي تصدح على أسوار نافذتك المطلة على الجنة


هل لا زلتي تحبينها ... وتحبيني ؟

هل لا زلتي تحبيني ؟


أجيبيني لمرة أخيرة ... هل لازلتي تحبيني

أم هتك النسيان ذكرياتي


أنا لازلت أحبك .. أكثر

وأكثر


وأشتاقكِ .. أكثر

وأكثر



قلبي يبكي فقدك

وروحي ترفض أية خفقة جديدة

ووحدتي لا يوازيها شيء


ويدي .. أةِ .. يدي .. في كل ليلة عندما يحاصرها الظلام

تظل تبحث عن جسدك .. تبحث عن دفقات الدفء التي تضمها بقوة


وروحي .. أةِ .. روحي

لم تعد تطيق هذيان الأحساس


ورغبتي .. أةِ .. رغبتي

أنطفاءت منذ رحيلك


يا صاحبة العيون الضاحكة .. والجسد الحنون .. والقلب الكبير

أفتقد وجودك

جداً

...........

اليوم قلبي دافي جداً .. جداً

أحس بالحب

ههههههه

مسكين يا

7osen

على فكرة .. ترى أنا مو أنا

......

معلقة معاي اغنية ندامة لماجد المهندس

حلوة

.......

خدعني وقال أحبك ياحبيبي

وأنا من فرحتي همت بغرامه

.......


الليل مجنون .. وأنا معاه

بدون رزانة .. ولا رسمية

ولا خطوط حمرا

صج شنو يعني خطوط حمرا

ليييييش ماقالوا خطوط صفرا مثلا

هههههه

.....

يمر الوقت والذكرى ندامة

........


شكلي ماراح اخلص

.....

قالتلي مرة .. أيام الحب


أصابعك حلوة .. ضعيفة وطويلة أحب أشبك اصابعي فيها

قلت لها أنا احب ايدج بعد

فيها دفا العالم كله

قالتلي صج


قلت لها أكثر من صج

وضحكنا .. وايدينا متشابكة


أتذكر هالموقف

لأنها أخر مرة حسيت بدفا العالم فيها


وبعدها تساقطت الثلوج

ويبدو انها دون انقطاع

......

على فكرة ترى الكلام إللي فوق مباشرة مو حقيقي

:)
......


أة .... من القلوب الضعيفة

المهتزة .. الخفاقة .. المندفعة

ياجماعة أحبكم كلكم

دون أستثناء

......

تذكرت صديقة

أكثر شخص عرفته من النت وحبيته

لكن بما انها الحياة الغريبة .. أفترقنا .. بطريقة عادية

من زماااااان

لكني دائماً أتذكرها

أحسها كانت قريبة حيل .. حيل

ودي اعرف شخبارها

.......

يمر الوقت والذكرى ......... ؟
.......

اليوم رجعت من الدوام متأخر

نمت وكنت ناوي أتم نايم لي الصبح

لكن شقائي .. قومني علشان أهيم في هذا الليل

مع النغمة .. والهدوء .. والذكريات

.........

أخيراً

كلام الليل يمحيه النهار

....

أخيراً أخرى


حقيقة

أحبكم

.
.

.

.

على قولة بابل ...... وبس

11/16/2010

كل عام وانتم بخير




اول شي .. كل عام والجميع بخير


من الصدف الجميلة إن يكون يوم العيد نفس يوم ميلادي

يعني اليوم عيد ميلادي الـ 34 ..ربيعا .. مادري غيضاً هههه

....

عيدكم مبارك .. أتمنى لكم إجازة سعيدة

أستمتعوا لأخر لحظة وأرموا كل شي خلف ظهوركم


عيشوا لحظات سعيدة .. وأصنعوا ذكرياتكم مع الناس إللي تحبونهم

العمر قصير .. استغلوه بالفرح والحب


الحب فقط


....

تحياتي للجميع

11/06/2010

الكتابة

منذ فترة طويلة لم أقرأ شيئا مختلفا .. أغلب الرويات التي قرأتها موخرا كانت متفاوتة المستوى بين العادية والمقبولة والجيدة
من الرويات التي قرأتها في الفتر الأخيرة وأعجبتني رواية أيام بورمية لجورج أورويل .. كانت رواية كلاسيكية جميلة
لكنها رغم تميزها لم تخلف لدي ذلك الشعور بالألم أو الحزن أو الفرح
أغلب الرويات التي قرأتها في الفترة الأخير كانت كذلك .. أنتهي منها ولا شيء في الروح
أعشق الكتابة التي تصل إلى الروح
التي تقتلع الألم من حنايانا .. التي تدمع أعيننا .. والتي تخاطب عقولنا بذكاء وفلسفة
لا أنسى عددا من الرويات التي فعلا أستمتعت بقرأتها جداً
منها على ما أذكر .. حكايات حارتنا لنجيب محفوظ .. كانت تحمل في أخر أجزائها حوارا فلسفياً مبدعاً بين "عرفة" و"الناظر" حوار ربما دار في عقول أغلب البشر
..
أيضا .. 11 دقيقة لباولو كويلو .. رواية مبدعة .. وبالطبع للمبدع الكبير عبده خال .. مدن تأكل العشب..
ايضا رواية موسم الهجرة إلى الشمال لـ الطيب صالح .. رواية حملت بعداً إنسانياً رائعاً ..
....
أتصور أن الكتابة فعل فطري بحت ..
قد يتعلم الكثير الكتابة .. ويعشقونها لدرجة الشغف .. ويمارسونها بأحترافية كبيرة .. وقد ينجحون وتصبح لهم مكانة كبيرة .. لكن تظل تلك الشرارة الفطرية التي لا يمتلكها إلا الذين ينساب الوحي بين أصابعهم دون عناء.. هكذا بالفطرة ..
لا أتذكر جيداً قصة مقارنة بين شاعرين .. لكني اتذكر الكلمة التي قيلت عن كل منهما
الأول ينحت في الصخر .. والثاني يغرف من بحر .. وهذا هو الفرق بالضبط
حتى في عالم المدونات .. هناك أشخاص يتعبون جداً في الكتابة والبحث عن كلمات تدعم أفكارهم وقد يخرجون بنصوص مميزة
لكنها تبقى ناقصة لمسة الفطرة التي تمنحنا المتعة والانجذاب
وهناك اخرين .. يغرفون من أنفسهم فتنهال الكلمات ساحرةٍ مدهشة
وتبقينا أسرى لحروفهم دون عناء يذكر
......
إلى كل الذين كتبوا فأمتعوا
شكرا جزيلا لوجودكم

10/31/2010

كل شيء ممكن أن يحدث في الليل



تحت ظلال الحب تبدو الحياة أرحب وأوسع وأكثر صفاء

....

إنني أفتقد نفسي ... الشعور المؤلم يتعرش روحي رغم دفقات الأمل التي أضخها عنوة علها تحيي ما يكاد ينطفىء

.....


لطالما حلمت بكِ ... كم حلمت بك

أنتي ولا سواك

لكنك مثل كل شيء في حياتي

بعيدة بمقدار قربك

.......

يدي تلتقط تفاصيل وجهك

كضرير يتحسس معنى الحياة

.....


لقطة حب


تتحدث بحماس كبير

وجهها المشرق متواطئ مع عاطفتي


تخبرني بتفاصيل يومها الصغيرة ونحن متقابلين تماما

تتحدث مثل أغلب النساء بتدفق واهتمام

وأنا مصغي كتلميذ نجيب

التقط كل حرف تتفوه به بانشراح ورحابة

وملامحي تتفاعل مع تعرجات حديثها

يحدث ذلك بمعزل عن روحي


روحي فقط كانت مختلية بعينيها


في هاتين الجوهرتين .. أضيع .. وأموت .. وأزهر نشوة تغسل أرواح الكون

بؤبؤها الأسود .. رموشها الكثيفة .. ذلك البريق اللص .. وشيء ما لا يعرف كنهه سوى الخالق

روحي هناك مع عينيها ... أتلصص عليهما وتغرورق عيني .. لا يمكنني تحمل كل هذه الزخم


أحبهما لدرجة يتفتت قلبي لمليون قطعة .. وأنطحن مثل سنابل القمح وأنا أمامهما

يالله كم هي كبيرة هذه المشاعر .. يالله كم هو متعب ولذيذ هذا الشعور


يالله كم أنت رائع في خلقك .. كيف وضعت فيهما هذه القدرة على الأستلاب


احب عينيك .. هذا التعبير الصغير هو أصدق(رغم تواضعه) مافي هذا العالم الغريب

............

سنيني مسبحة أنفرطت من بين يديك ... فأهملتها مبعثرة على غير هدى

.......

على حدود الدمع وقف كبريائه .. أستل سيف العزة وبدى حربه المعتادة

ياله من مسكين ... هو لا يعرف أن الدمع ماء طاهر يغسل الأرواح الملوثة بأدران الحياة

......

تتوق روحه لحضن يمسح تراب السنين الطويلة

لاذرع محبة تحيطه بدفئها

لقلب اخلف وعده مرارا وتكرارا

.......

دوائر، دوائر، دوائر، دوائر، دوائر، دوائر، دوائر ..

دوائر، دوائر، دوائر، دوائر، دوائر، دوائر، دوائر،..

.......

لا يبقى شيء في الختام غير شعور كبير
كبير بحجم الحياة

10/22/2010

نبتة



البداية

إن كنت أستطيع أن أمنحك روحي لن أتوانا لحظة واحدة فقط ابقى بقربي

هل ما أطلبه كثير ؟

......

كانت حياته مملة
لا شيء جديد فيها .. مجرد ايام تمضى بتثاقل وبلاهة وتأخذ معها سنين عمره الجميلة دون أن يحضى بلحظات متعة تصل معها نشوته إلى ذروتها

الذروة .. هذا ما يفتقده


كان يرى أن كل شيء في حياته منقوص .. احيانا يفكر ماهو الكمال وهل من الممكن أن يصل إليه

لكنه في كل مرة يتوصل لحقيقة واحدة فقط .. الحيرة والغثيان


السعادة خرافة جميلة ابتدعها الوجود .. والحزن ايضا كذبة نصدقها بغباء

لا شيء حقيقي سوى هذه الأيام .. واللحظات والدقائق

لا شيء حقيقي سوى الأحساس والتفكير والشخصيات والاختلاف


طالما تساءل كيف بامكاننا أن نصدق ما لا نراه ولا ندركه

كيف بامكاننا أن نتحسس العدل بينما الظلم يقبض بخناقنا


من أين نملك قلوب سليمة والعفن يتمدد بأريحية وصفاء


تطالبه والدته يوميا بالزواج والانجاب وممارسة الحياة بطبيعية

يجاوبها بكلمة واحدة "الله كريم" فتظل عيونها ترمقه برجاء ولهفة


يفكر في حديث والدته كثيراً .. ويضعف حين يتذكر مايحدث في ليالي الرغبة

لكنه يتراجع في كل مرة معللا ذلك بأنه يشفق على من ستشاركه حياة القلق والهواجس


قال في نفسه ذات صباح ربيعي بارد وهو يهم بالخروج من منزله إلى عمله كما يفعل في كل يوم " لماذا لم تعد الحياة تمنحنا جمالها" ، حين خرج لمح نبتة صغيرة على جانب باب المنزل .. برعم صغير جدا تحيطه وريقات خضراء على جانبيه ولد من مياه غسيل "الحوش" .. شعر بشيء داخله .. دفقة بهجة لم يمضغها منذ طفولة


في اليوم التالي استطال البرعم اصبع وبزغت وريقات جديدة فيه .. احس بسعادة غير مألوفة وقرر أن يعتني به .. أن يسقيه ويحيطه بسور صغير يحميه من مخاطر الطبيعة


أخذ البرعم كل اهتمامه فجأة .. كأنه وجد الحياة فيه .... صار يرعاه .. ويداريه .. ويعتني به.. حتى كبر البرعم وأزهر مزيد من الوريقات التي اصبحت وارفة وجميلة ..

في كل صباح يقضي وقتا طويلا أمامه .. يحدثه بكل مايختلج في صدره .. يلامس وريقاته بحنان بالغ ثم يمضى إلى عمله بروح مستكينة وابتسامة وداعة وأمان تزين محياه


اخبر والدته إنه يريد الزواج .. فرحت العجوز كثيراً ووعدته بأن يكون قرانه اقرب مما يظن

لكنها لم تحسب حسابا للقط الأسود


في صباح مشرق وجميل بدت به الحياة مبتسمة بإنشراح

كان للتو أنهى حديث روحه مع براعمه الصغيرة .. وهو متجه إلى مركبته كالعادة، فاجئه القط الأسود ذو الرأس الكبيرة

وهو يعدو بعنف حاقد خلف فأر صغير


انسل الفأر الصغير إلى داخل سور البراعم من أحد الشقوق الصغيرة ..

فقزف القط بعنف هائج من أعلى السور بلقطة سينمائية مبهرة ، وحط بقسوة شريرة فوق البراعم المزهرة فأحالها بلمحة سريعة إلى خراب وراح يحرث بانيابه فيها حتى اقتلعها من جذورها ومضى خلف طريدته الصغيرة دون أن يصلها


هل تساءلنا يوما كم من الناس ندوس ونحن نطارد رغبة اجتاحت نفوسنا العفنة


هبت نسمة هواء باردة فجأة وأحدثت رعدة خفية بجسده النحيل

مسح دمعات صغيرات لم يستطع أن يمنعها


استل هاتفه واخبره والدته إنه لن يتزوج ابدا


......

النهاية


يديك ، عينيك ، دفئك ، ليونتك ، وفيضك

لم يعد شيء هنا

لا شيء غير جفاف ملعون وصليل قذر


10/16/2010

لا حرية في الداخل



غريبة الناس

....


عندما توقف المطر خرجت إلى الشارع .. كان الرصيف مبتلاً ورائحة التراب المبلل تخلف في النفس شعورا مبهجاً

نسمات عليلة وغيمات تتكاثر منذرة بزخة "حرية"أخرى


بدأ المطر من جديد .. القطرات تزداد قوة وسرعة .. الكل ينزوي خلف المظلات ..إلا أنا .. بقيت وحدي تحت المطر

أسير بخطى وئيدة .. متجاهلا كل شيء حتى الطبيعة


تذكرك وبكيت .. بكيت كثيراً .. كنت أتمنى أن تكون معي في تلك اللحظة

كنت اتمنى أن اشعر بك تحت المطر


غسلني ماء السماء .. وبقيت روحي ملوثة بغيابك


حتى شغف الطبيعة لم ينتزع اشيائك الشريرة من روحي


ركضت بقوة .. اقدامي ترتطم ببرك الماء المتناثرة فتتطاير حبات ماء صغيرة وتقع بعيدا عني

أنزلقت قدمي فجأة وسقطت بقوة على الأرض .. تجمع الناس حولي

لكنهم لم يروا دمعي .. ظنوا أن مايبلل وجهي المطر


تركتهم وأكملت عدوي وفي الداخل ايادي سوداء تضغط بعنف على "الحرية"

فتضيق .. وتضيق .. وتضيق

10/08/2010

ملل




بوست من وحي الملل
حاولت أن أصنع عالما جميلا .. ووفرت كل سبل الأستمتاع
لكني أصتدمت بملل مقيت فندلقت الكلمات دون محاذير

.....

ينقصه شيء

خطوة مجهولة

خطوة وحيدة تأبى اقدامه إدراكها


انتظرك انا في البعيد

في الاماكن المجهولة

على الاشجار الباسقة

تحت ظلال الحب

فلماذا لا تدركني


لماذا يديك قصيرة عني

لماذا ثعبث بي هذه اللحظات الفارغة

لا أجد جوابا .. الأسئلة كلها مبهمة

والحقائق كذلك


الموسيقى لعنة الأرواح

والشرائع سيوف مسلطة على الرغبات


الحرية منقوصة

والخطوات متعثرة


الحب كائن خرافي

والمشاعر كذبة صادقة


الأمل .. ضحكة تهكم

والحزن اباليس لا تكف عن الرقص


الأحتياج منطقة محظورة

والزمن لعبة ساذجة


الأستمرار لعنة

والروح بئر تبتلع كل شيء


الأيام أعداد لا تنتهي

والنشوة ربيع لا يأتي

....

نقطة


غرفة من زجاج تجمعنا ... العالم كله حولنا

نراه ولا يرانا

مدي يدك نحوي .. وأحتويني

أحتوي ذلك الكائن الغريب

فقد انتظرتك طويلاً .. طويلاً جداً

.............


أحتاج قبلة حب

قبلة طويلة

بحجم كل ماحدث .. ومالم يحدث

........


أطفال كنا .. نركض بفرح .. وتغمرنا براءة صالحة

نبكي لأي شيء ونضحك لأي شيء

نغفوا بمجرد أن نغمض اعيننا

ونصحوا على وقع الحياة الجميلة


اليوم كبرنا

ولازلنا نركض


الفرح طعمه أختلف

والنوم لم يعد يزورنا بسهولة

والحياة أصبحت معانيها مختلفة


الماضي جميل

...................

9/30/2010

عيونك أخر امالي



رميت اقداري في دربك وصرتي في عروقي الدم

أحبك كثر ماهلت دموع ومانسى ناسي

يجور الحزن بظلوعي بردت وذاب فيني العظم

وكثير من الحطب حولي وعندك أنكسر فاسي

........

عبدالرحمن بن مساعد

9/17/2010

مافيني شي



........

نظرت لي زوجتي نظرة عتب لم أعتدها منها وطلبت مني أن اساعدها في حمل طفلنا الصغير

كانت تدفع عربة طفلتنا الرضيعة وتتسوق وتراقب الطفل الذي بدأ يبكى في الوقت ذاته


حملت الطفل بصمت كبير جداً .. أكبر من العالم

نظرت إلى عينيه من بين دموعه .. تشبهان عيني أمه بصورة كبيرة .. البريق والاتساع ذاته

كف الطفل عن البكاء وابتسم لي

شعرت بشيء داخلي يشبه الندى

كم أحب عائلتي


عندما عادت زوجتي .. لمحت عينيها تحاولنا التقاط عينيّ.. تجاهلت نظراتها

أعلم جدا إنها تشعر بي .. وأنها تود مساعدتي

لكن لا شيء يمكنه أن يساعدني سوى الصمت والوحدة


ظلننا صامتين طوال طريق عودتنا إلى المنزل .. ترمقني بين الحين والحين بنظرة عطف كبيرة وأنا مستمر بتجاهل نظراتها

أوصلتهم إلى المنزل .. وأخبرتها إنني سأذهب لأمر ما ولن أتأخر

رمقتني من جديد بتلك النظرة .. وقالت إنتبه لنفسك


هي تعرفني جيداً ..

منذ تزوجنا أخبرتها بأنني مختلف .. أصمت كثيرا .. ولا أحد بأمكانه أن يدرك ما يحدث في الداخل


أدرت تلك النغمات

النغمات المؤلمة .. الحزينة ..الموغلة في الأختلاف

إنها تنفذ إلى عمق مشكلتي .. تحللني .. وتداوي علتي


أنظر إلى الناس من خلف زجاج المركبة .. وأتساءل بحيرة ... لماذا؟


ويظل سؤالي عائما دون إجابة


شيئا ما في داخلي لا أجد له جواب .. حالة خاصة .. رواسب ماضي سحيق .. وحياة ملئية بالأسئلة

شعور يضعني على حافة الأكتشاف .. حزن نبيل يجعلني أبكي ..

بدأت الدموع .. إنها حالة النهاية

الأن سينتهي كل شيء


أبكي وأتطهر .. ثم أعود للحياة


هاتفت زوجتي وطلبت منها أن تعد لنا الغداء الذي احبه

وعندما وصلت وجدت كل شئيا جاهزاً

الأطباق معدة بصورة مبهرة .. رائحة الأكل تضوع في المكان


تناولنا الأكل بشهية مفتوحة .. كانت عيوننا تتلاقى بحب كبير

لم أتجاهل نظرتها ولم أهرب منها


عندما أنتهينا .. أقتربت مني وهي تحمل الأطبق وهمست بأذني .. أسفة على تلك النظرة

ربت على يديها بحنان وقلت لا تهتمي كان عليّ أن اساعدك بالفعل


تناولنا الشاي "الأخضر" معاً ونحن نتجاذب أطراف الحديث ونضحك بتكاسل

فجأة صمتنا معاً

قالت بصوت مشحون بالشجن ... ما بك؟


نظرت إليها بجرءة وحب وانا أمد يدي بأتجاهها وقلت ... لا شيء


وكنت كاذب

..........................................................


خطوة أخرى فقط .. خطوة واحدة

9/09/2010

عيدكم مبارك






كل عام والجميع بخير



وعيدكم مبارك



تقبل الله منكم صالح الأعمال

8/08/2010

دمعة



الدمعة دائما كانت أقوى تعبير عن مايعتمل في النفس

...

داهمته دمعة لم يستطع كبحها

أستدار محاولاً مواراة ماء روحه


روحه التي تجمع النقيضين


"قد"

يرتكب الحماقات والهفوات .. لكنه في النهاية يبكي

وطالما يبكي فهو إنسان


لا يدري لماذا يحدث في نفسه كل هذا الضجيج

كلمة عابرة ترسخ في النفس ولا تذهب

فتنهال المشاعر مسببة غيمات كثيرة من الدموع


تتجمع بغتة .. على غفلة .. وتنحدر

هي النفس .. تلك الروح الشفافة .. اللعينة .. المتأثر والضعيفة

.....................

صفحة أخرى


تعالي

ولملمي فتات الروح

انثري جمال الحياة .. الذي غاب طويلاً باصرار غريب

تعالي

لنرسم معاً أشكال دون معنى على التراب

تعالي

لنغني معاً على شاطئ البحر في الظلام الدامس

نغني بصوت مرتفع .. نغني من أعماق الروح

تعالي

لنضحك معاً بفرح حقيقي

لنبكي معاً بحزن شجي

لنصرخ معاً بوجه الظلام

تعالي

لنكتب معا قصصاً خرافية

لنشرب معاً قهوتنا الباردة

لنحتضن بعضنا حتى تذوب الروح


تعالي

لنموت معاً

.....................

عندما ينكسر الحلم .. هل بالامكان أن نحلم من جديد

..................


ابحثوا معي عن أجنحتي التي أضعتها في الظلام

فكم تتوق نفسي للطيران

7/26/2010

غيمة



أن تضع أملك في شخص وتظنه مختلفا عن البقية ثم تكون الحقيقة مختلفة كلياً عن ما ظننت

أمر مؤلم .. أليس كذلك


وعلى الرغم من هذا الألم كم هو جميل أن تعبر ظنك وتستمر في التعامل الصادق


في السابق كنت أظنني "شاطر" في معرفة الناس وكنت أظن أيضا أن هذه "الشطارة" ستستمر في قادم الأيام

لكنني الأن اعترف بعجزي عن فهم الكثير .. الناس أصبحت متلونة بشيء من الزيف

المشاعر لديها لحظة عابرة وتمضي

تضحك معك بقلب تظنه صافي لكنها تبادل غيرك الضحك بالقلب ذاته

الكل في سلة واحدة .. أنت وهو وهي وهم الكل واحد

لا أعرف .. أبغض هذا التعامل رغم عدله الظاهر لكنه يشعرني بأن الشخص الذي أمامي ليس لديه مشاعر مختلفة

بأمكانها أن تضع تقييم للناس بصورة معينة وبطريقة خاصة


لا اراه منطقي أن يكون كل من حولنا في الكفة ذاتها

لابد أن يكون هناك قريب وأقرب


هناك صديق وهناك أخ وهناك زميل وهناك معرفة عابرة

وكل علاقة من هؤلاء من المنطقي أن تكون مختلفة عن غيرها

--------------


ساعات الصفا جميلة .. حين تختلي بنفسك بأجواء خاصة

تتأمل الحياة .. وتحاول أن تحب الجميع .. رغم إنك إنسان .. ممكن أن تكره وأن تخطئ.. وأن تغضب

ما أجمل أن تملك القدرة على السيطرة على أعصابك والإبتسامة في وجه الجميع

ما أجمل أن يزين الحب داخلك حتى النهاية


---------------

أفكر في الرحيل فوق غيمة باردة

من يرافقني ؟


أحتاج لصحبة


:)

7/21/2010

فيروز




بناديلك ياحبيبي مابتسمعلي ندا


ولا التلات القريبة بترجعلي الصدى




كأنك ماحدا


ضايع في هالمدى




حبيبي يا حبيبي


مالي غيرك حدا


7/13/2010

حياة خبيثة





في زحمة الحياة نسيت أن أسأل عنك
رغم إنك كل ما يجب أن اعرفه وأن أدركه وأن أراه
أين انت
لماذا تتركني دون أن تترك لي دليل يوصلني إليك
أحساسي بفقدك جعل مني قلق دائم
وهواجس لا تنتهي تنقلني إلى ساحات الركض الأبدي
إني أحبك .. كثيراً .. لكني بحق أحتاج إلى وجودك كي أفهم معنى حبي
أحتاج أن ألمسك في حياتي .. أن أنظر في عينيك وأستمد الأمل والطمأنينة
غيابك علمني أن أحيى بفوضة من المشاعر
أحياناً أبكي وحيداً فوق وسادتي الحنونة وأنا أتذكر أنك تخليت عني
ومرات اخرى أشعر بأنك لازلت تتذكرني لكنك تحتاج مني المزيد كي أصلك
حياتي كلها متعلقة بك
أنت من تستطيع أن تطليها بألون ألفرح أو تطمرها بتراب الضياع
لكنك لا تضع إشارات تدلني عليك
أنت بعيد عني
رغم قربك المزعوم
........

الموسيقى فضاءات ضوء تمنحنا شعورا مختلفاً بالحياة
بأمكانها أن تعيد ترتيب خزائن النفس بروية وتمهل
لها قدرة على جعل الروح تنزف بحنان فاتر وشوق مستكين
......
فيلم

أحيانا أتحول إلى عصفور صغير يبحث عن الخلاص من شراك الصيادين المتربصين دائما
يتعبني دور القوي
أفضل تقمص الأدوار الأخرى
هل بأمكانك أن تمنحني شخصية أخرى أجيد تمثيلها

القوة لم تكن مطلبي ولا هي هدفي
إنني متفان في الضعف وأجيد لعب هذا الدور
بأمكاني أن أبكي متى ما أردت ذلك
دموعي قريبة
ولا أعلم لماذا

أرجوك لا تسألني هذا السؤال
فهناك الكثير جداً من الأسئلة التي نجهل جميعاً أجوبتها
أمنحني مزيد من الوقت حتى أسترجع أنفاسي وأتخلص من دور القوي
لماذ جعلتني العب هذه الشخصية
انت تعرف تماماً رغم براعتي بالتمثيل إنها ستضعني في هذا الركن الذي اكره

فلتمنحني خلاصي وتسند لي دورا عادل أتقمصه دون ادعاء
---------------

الدموع منابع الراحة الحقيقة ... إن كنت تبحث عن الحقيقة في نفسك دعها تبكي
------------
مشهد أخير

قادني الانتقام إلى الحب
يلا الغرابة

أستخدمت كل الوسائل حتى الممنوعة كي أقترب منها
وأتسلل بلطف شيطاني إلى قلبها
وحين تمكنت منه

بثثت سمي وجعلتها تتلوى على حافة الموت
وعندما غابت وراء خديعتي
وقعت الروح في حبس الحب
أحببتها بقلبي المليء بالكره
اغرقني عشقها الذي نفذ إلى سر نفسي دون إدراك
ولم تعد لحياتي معنى سوى أستعطافها كي تعود

لكن لماذا تعود
وأنا قتلت حبها بسمومي الكريهة
تذللت
وحاولت

وانتظرت حتى شفيت جراحها وعدت من جديد
أبحث عن حضن ليس كباقي الأحضان

لكنها تعلمت الدرس جيداً
وادركت لعبة الأنتقام

سقتني من الكأس ذاتها
وتركتني أتلوى بين الحب والكراهية

يلا عدالة الحياة وخبثها
------------------

ليتك تعرف الشوق لي صار واجد
وليتك تعرف أوجاع كثر الحنين
ماقد شكيت الحر والجو بارد
ولا سهرت بليل طول السنين





7/11/2010


~مقـدمة :
بالتعاون مع مـدونة ( En3kaas ) و صاحبتها ( سارة )
نتـشرف بعرض مجهودنا المشتـرك في تأليف و كتابة قصتين قصيرتين
أولهما قصة ( هـوس ) و التي نتمنى ان تنال على إعجابكم و ترتقي إلى إرضاء ذائقة القارئ الكريم :)
هذا و سنعرض القصة الأولى هذه الليلة غداً ستكونون مع القصة الثانية إن شاء الله :)
كـــونوا معنا .
.:.
تدفع بالمجلة بعيداً عنها .. و هي تتمتم : هـراء ..!تنقلب على ظهرها بحيـوية .. و تنثر خصلات شعرها و هي تحدث نفسها .. سيكون رجلي شاباً .. عصرياً ...لم و لن يكونَ إلاّ لي و من أجلي .. سيكون شاباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. تغمض عينيها و تبتسم ببطء و استرخاء لذيذ.
كبرت .. و أصبحت على مشارف التخرّج من الثانويةو لم تجد من يخطفها .. لم تجد فارسها إلا في أحلام المساء ، كانت تروي حكايا كثيرة لزميلاتها عن أبن الجيران الذي لا يكف عن ملاحقتها، و عن فلان .. الذي لمحها في ذلك المكان و لم تسقط عينيه من عليها ...
كانت جميلة .. و ملفته .. تكمن سيطرتها في عينيها؛ فـ نظرتها مغناطيسية نافذة التأثير .. لا ترحل عن أحدهم قبل أن تجذبه و تصيبه بحاله شرود ..
ما كان يمنعهم عنها .. هي تلك البراءة النائمة على ملامحها ..حتى عندما يسقطون تحت مغناطيسيتها .. يبعدهم إحساسهم بأن الطريق للوصول إليها طويل و ربما مستحيل ؛ فا يصرفون نظرهم و إحساسهم عنها سريعاً .
لم تعرهم اهتماماً .. ما كان يجذب انتباهها صنف مختلف .. دون شعـور أو إدراك ...كانت تذوب في الشعر الأبيض المزروع بعشوائية في رأس والد صديقتها !
و في تقاسيم جسد والد تلك ..!
بسرعة .. يلفتون نظرها .. و تلاحقهم بنظرات لا يفهمونها ...
إلى أن وقعت في ذلك اليوم .. كانت تراجع في أحد الأندية الشبابية بحثاً عن وظيفة الصيف المؤقتة استكملت الطلبات، أوراقها جاهزة .. و شمس الصيف ملتهبة فوقها ..خصلات شعرها تتناثر بفعل نسمات الهواء التائهة .. رفعت نظارتها الشمسية بحركة سريعة لرأسها بعد أن أربكتها الأبواب الكثيرة .. و هي لا تعرف إلى أين تدخل .
سمعت صوتاً من خلفها : تحتاجين مساعدة ؟!
تلتـفت ... تجده أمامها

سألته عن وجهتها ، فأخبرها إنه بانتظارها .. ستعمل معه في المكتبة مع مجموعة من الشباب .
خفق قلبها على نحو غامض لا تعرفه.. هذا الرجل الذي يقف أمامها يملك مواصفات فارسها كما تتخيل شعره الأبيض المتناثر بعشوائية ... صدره العريض .. نظرته الحنونة .. كل شيئا به كان يشي بالغواية التي تسربت لعروقها منذ النظرة الأولى .

في اجتماعهم الأول تحدث بانطلاق مبهر عن مهام كل فرد منهم .. نظراتها كانت تـلتهم تقاطيعه بنهم صامت، كان كل ما التقت عينيهما اخفض نظره بخجل رجولي متزن.
عملت بجد في الأيام الأولى ... وازدادت قرباً منه بعد أن تميزت عن رفاقها باطلاعها على أغلب الكتب التي حدثهم عنها.. جمعتها به جلسات طويلة و تحدثا في كل شيء ..إنه رجل مبهر في مقتبل الأربعين من العمر .. منحته سنين عمله الطويلة مع الكتب حكمة ومهابة .. له نظرة نافذة لشخصية الإنسان و في ذات الوقت هو مرح جداً و متفهم لأبعد حد .. إضافة لطيبته الكبيرة التي يصعب تجاوزها ..شعرت بعواطف متضاربة نحوه ، فتارة تجد نفسها منجرفة وراء إحساس بالحب تجاهه .. وتارة أخرى تجده الأب الحنون الذي حرمها القدر منه .. وعندما تتملكها تلك الأحاسيس الطائشة بغنج أنثوي تتمنى أن تمرر أصابعها في شعره الأشيب و أن تطبع قبلة حب بين عينيه الحنونة.
في الليل لا يزورها شيء سوى حلمها به ..حلماً تلو حلم .. تلتف سلاسل التصورات حول عقلها و مخيلتها كما تفتـل خصلة شعرها بإنسجام و هي مستلقية على سريرها ليلاً ...تفكر به .. تناديه .. تحدثه .. تحضن يدي .. تتعمق في عينيه .. على مسافة قصيرة منـه ...تتصور رأسه في حضنها .. تتصور ذراعيه تلتف حول خصرها .. و تلفها بإتجاه الكواكب و النجوم في دورانات لا تتوقف و لا تنتهي .. كـ دوار الشغف الذي أصابها منذ لقائها به .تسكـر .. تـدوخ .. تلمع في عينيها رغبــة .. و تهمس لليلها المجنون : أنــت لي ...

مرت الأيام سريعاً .. ورغم وجود عدد من الشباب العصري الذين راحت عينيها تجذبهم نحوها إلا إنها لا ترى غيره ولا تهتم لغيره ..و عندما أخبرها في معرض أحد أحاديثهما الكثيرة عن زوجته وطفلتيه أصابتها حالة من الغيرة التي لا تفهم كنهها .. راحت ترص الكتب بعصبية لافته أدركها منذ اللحظة الأولى لكنه تركها دون إشارة.. .:.
في اليوم التالي لهذه الحادثة تجاهلها بوضوح .. حاولت جره لحديثهما اليومي لكنه تكلم معها برسمية قاسية .. انتابتها حالة يأس وانكسار وحاصرتها عبرة وقفت في حنجرتها ونأت بها عن الجميع.
سألت نفسها ماذا تريد منه.. ولم تجد إجابة شافية .. داهمتها أفكار كثيرة .. وأصابتها حالة من التهور الداخلي .. انتظرت حتى ذهب الجميع وبقيت معه .. سألها بـرفق : لم بقيتي ..؟ قالت : أريد أن أحدثك ، فـ أشار عليها بأن تقول .. عضت على شفتيها بدلال وجرت طرفيّ سترتها حتى تعـرت أكتافها وقالت وهي تمد له يدها بتأوه هل تراقصني ..؟!رمقها بنظرة قاسية وتجمدت ملامحه أمام دلالها المفرط وقبل أن تستفيق من لهفتها وجه لها صفعة قوية أسقطتها أرضاً وهو يقول .. أتمنى أن تعيدك هذا الصفعة إلى رشدك .. تساقطت دموعها بذل وهي تقول أنا أحبك ... سحبها من يدها بقوة وأعاد سترتها إلى وضعها الطبيعي و هو يغرز غضبه في عينيها و يقول : أذهبي إلى منزلك ولا تعودي ..!!
ركضت من أمامه وفي داخلها عاصفة من المشاعر المتضاربة.. بكت طوال طريق عودتها وهي لا تصدق ما حدث !
منذ تلك الحادثة وهي تحلم كل يوم بصفعته... لازالت مشاعرها مندفعة باتجاهه .. تتمنى أن تواجه شخصا مثله بإمكانه أن يرى أبعد من غواية عينيها ... لكنها تدرك الآن أن عينيها لن تجذب الشخص الحقيقي .. فقط الكاذبون هم من ينجرفون وراء غوايتها .. لم تعد للعمل لكنها ظلت تبحث عن شخص يشبهه ... ولم تجد حتى الآن ...
.:.
مع تحيات
حسين & إنعكاس
:)

7/08/2010

حياة متأخرة



في يوم ميلاد الخامس والأربعين أكتشفت إني وحيد

أصابتني نوبة برد وأرتفاع في درجة الحرارة

كنت في سريري عاجز عن الحركة .. أحتجت لشربة ماء تبلل حنجرتي الجافة .. لكن لا احد قربي

حاصرتني مشاعر غريبة لأول مرة أعرفها

فكرت لو أن الله منحني عمر اطول ماذا سأفعل في شيخوختي

من سيرعاني

من سيتدبر اموري إن اقعدني العمر

شعرت بالذعر .. وبالذل بالوقت ذاته

كم انت ضعيف ايها الإنسان


بعد أن مضت هذه الوعكة

قررت أن اتزوج


الكل تفاجأ بقراري وانا الرافض تمام فكرة الزواج


وجدت صعوبة في ايجاد العروس المناسبة

فأنا لم اعد صغير بعد أن مضى اغلب العمر

لكني وجدتها بعد عناء

إمراة تصغرني بعشرة أعوام

يقولون إنها مناسبة .. لم يسبق لها الزواج


جافها النصيب في ريعان شبابها وتفتحها لكنه حملني اليها عندما قاربت هي على الجفاف


حقيقة لم أكن مهتم كثيرا من تكون

كل ما كنت احتاجه إمرأة تشاركني حياتي التي بدأت تصبح خالية من الحياة


تزوجنا سريعاً


وبدأت اكتشف شخصيتها تدريجياً

لا أدري أشعر اننا مختلفين جداً

ربما تقدم العمر منحنا قدرة على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات والتصرفات


كانت سعيدة لأنها تزوجت أخيراً

سعيدة جداً

لها شخصية طبيعية

في بداية زواجنا حاولت أن تظهر الجانب الحسن فيها فقط ، لكن بعد مضى فترة من الزمن بدأت تظهر شخصيتها الحقيقة

وهذا طبيعي بالنسبة لي


شعرت إني احبها كثيراً

وندمت أني لم أتزوج مبكراً

لكني اسلمت أن تقدم العمر هومايمنحنا هذا الاستقرار


بعد مضى سنتين

كانت حزينة لأنها تريد طفل

ولم يرزقنا الله اياه


انا لم كن مهتم كثيراً لهذا الأمر

دائماً لا أعترض على واقع اعيشه

وربما هذه الميزة هي من جعلت حياتنا ناجحة جداً


في ليلة كانت حزينة جداً

قلت لها مابك حزينة

اجاباتني بأنها تعلم إني اتوق لطفل وهي لم تستطع منحي ما اريد


قلت لها .. أنا لم اقل هذا انتي من يريد ذلك

قالت .. ألا تريد طفل

قلت.. بلى لكني اريدك أكثر


نظرت لي بأمتنان كبير.. واغرورقت عينها بدمع شفيف

مددت لها يدي فندست بصدري

ضممتها بقوة .. وداهمني شعور بالانطلاق والدفء والحميمة

لأول مرة أشعر بهذا الدفء يسري بعروقي

شعرت أن علاقتنا وصلت ذروتها


قهقهت بأنتعاش وهمست في اذنها .. ماذا تريدين بالطفل

أنا طفلك

ضحكت هي من وراء دموعها التي بللت صدري

وقرصتني بحنان


ضحكنا معاً بصوت مرتفع حتى دمعت اعيننا ونمنا


في الصباح عادت الحياة من جديد لطبيعتها


في احدى المرات القليلة التي نتشاجر بها

كنت منفعل على نحو شرير

عنفتها بأنانية واكلت لها الأتهامات انها لا تهتم بي كثيراً

(وهذا غير حقيقي)

شعرت هي بالمهانة لأنها لا تدخر شيء في سبيل اسعادي

غضبت جداً وتركت المنزل

لأول مرة تفعلها


في الصباح عندما صحوت من النوم

شعرت ببرد كبير

كأنها هي الدفء الذي يمنح جسدي الطاقة للأستمرار


المنزل كان موحشاً بصورة قاسية

الزوايا كلها حزينة

وصوت داخلي يصرخ بي ، قم الأن واطلب منها أن تسامحك وتعود

شعرت بثقل كبير في صدري


هاتفتها .. فأتاني صوتها بلهفة مستترة الو

قلت صباح الخير

ردت بصوت مخنوق

اهلا

قلت.. زعلانة؟

قالت بعبرة واضحة

لا يهم

قلت

بلى .. يهم كثيرا.. هل تسامحيني

لم ترد فقط صوت نشيج مخنوق

قلت ... أستعدي سأمرك الأن .. انا ادعوك للغداء

قالت .. بفرحة .. حاضر

ووجدها تنهمر علي بأسئلة كثيرة

هل تناولت فطورك

هل اخذت علاجك بوقته

هل تغطيت جيدا في الليل

اجبتها وانا اشعر بغبائي

نعم



عندما كنا معاً

ضحكنا كثيراً

كان منظرنا يدعوا للضحك

فرغم سنينا الطويلة بدونا كعاشقين في شهر العسل


بعد سنين عشرة حملت العمر بأكملة

سنين عشرة من السعادة الحقيقية

السعادة الواقعية التي تحمل الالم والحزن والدفء والحب

إصيبت بداء خبيث

حملتها وقادرنا إلى الخارج في رحلة علاج أستمرت بضعة أشهر

أخبرني الطبيب أن كل شيء منتهي

المسألة مسألة وقت


وفي صباح يوم ضبابي بارد

كانت السماء غائمة جدا

كنت أمسك بيدها المرتجفة في المستشفى

قالت لي أفتح النافذة أريد أن أستنشق هواء نقي

فتحت لها النافذة فلاحت السماء من بعيد

كانت قطرات المطر المتوقف حديثا متعلقة بأوراق الشجر

المنظر كان مشحونا بالالم والتأثر


اخذت نفساً عميقا والالم يحفر بجسدها النحيل

ابتسمت لي بفرح .. وتمتمت ..أحبك... ثم أسلمت روحها إلى بارئها


في الطائرة وانا عائد للوطن

كان المنظر مشابه ليوم الوداع

ولم أجد لدي أي دمع

لم أبكيها

وجدت أن أي دمعة ستكون بلا معنى


عدت وحيداً من جديد

لم أستطع أن أكمل


من الصعب بعد كل هذا العمر أن تعود للمربع الأول

ذهبت إلى منزلنا .. ووجدتها في كل بقعة منه

أين أهرب

وليس لي مفر



وضعت رأسي على الوسادة التي جمعت رأسينا معاً

وأغمضت عيني بهدوء تام عازما على اللحاق بها في الضفة الأخرى من هذه الحياة