12/22/2007

قصة





















هذي محاولة لكتابة قصة قصيرة



كتبتها قبل عشر سنوات ،، وبما إني أحس بالفراغ الداخلي قلت أكتبها هنيه



*******







كان يعيش في الدنيا وهو متفرج

كأنه يشاهد مسرحية ما أو فلم تراجيدي في السينما

ليس له في الحياة دور معين سوى دور المتفرج كل شيء يحدث أمامه وهو لا يحرك ساكناً

لم يكن شخصية سلبية أو شخصية لا مبالية ولكنه كان إنسان مختلف

إنسان من تركيبة فريدة

كان يريد كل شيء ولا يحصل على شيء ، كان يفكر في كل شيء ولا ينفذ شيء

يعيش في أحدى الشقق التي تمتلئ بها هذه البلده ويعمل في أحدى الشركات ويتقاضى عن عملة
راتب لا باس به يوفر منه جميع أحتياجاته ويجعلة في وضع جيد

هذه حياته فقط العمل وشقتة يذهب إلى العمل في الصباح يؤدي عملة على أكمل وجه
ثم يرجع إلى شقته ويهيم في وحدة طاغية تعود عليها منذ سنين عندما توفيا والديه في حادث مروع

يتذكر تلك الأيام جيداَ يتذكر حياته المملة مع أبويه الذين كانا دائمين الشجار

كان منذ نعومة أظافرة يعيش منفرداً في عزلته ، حتى أصدقائه في سن المراهقة لم يكن يهتم

أن يلعب معهم ولكنهم كانوا دائماً يصحبونه معهم في رحلاتهم وهو يرفض أن يشارك بأي شيء

كان يكتفي دائماً بدور المتفرج

لم يكن يعلم هذا الأحساس من أين يأتيه فقط يشعر بأنه لا يريد أن يفعل سوى التفرج على

هذه المسرحيه الأبديه المسماه بالحياة


في ذلك النهار أستيقظ كعادته في السادسة صباحاً ولم يعلم لماذا أطال في صلاته

وتضرع إلى الله طويلاً كي يحرك سكون حياته

كان قد تعود حتى على أداء الصلاة ، كل شيء يعمله في ألية غريبة كأنه رجل ألي يحرك عن بعد بالريموت كونترول




ولكن هذا الصباح بدآ مختلفاً

كان يشعر بشيء خفي في داخل أحساسه يلح عليه بالرحيل عن هذا العالم والعبور إلى الضفة الأخرى من نهر الوجود

كان يشعر بشيء قوي يشده إلى الموت شيء يصعب على الإنسان فهمه أو مـــقاومته إنه يجذبك إليه بغير إرادة

خرج من شقته متجهاً إلى الطريق ورغبة التفرج تزداد قوة والموت يجذبه بتوحش

سار بغير هدى هائماً على وجهه وكان بسيره يمارس متعته الوحيدة في الحياة وهي التفرج

يتفرج على جميع الناس ويرى من وراء خياله قصصهم وحكاياهم




وبدون أن يتوقع أو يشعر سمع صوتاً ناعماً يناديه

يا أستاذ ... يا أستاذ

ألتفت إلى مصدر الصوت وراءى شابة جميلة جداً جداً

تسئلة عن مكان الصيدلية

توقف لحظة عن الكلام كان يشعر بالدهشة والأضطراب لم يتعود الكلام مع الجنس الأخر

ولم تكن في حياته إمرأة إطلاقاً غير والدته

قال بتلعثم هي هناك في نهاية هذا الطريق

قالت الفتاة شكراً لك أنا جديدة على هذه المنطقة ولا أعرفها جيداً

لم يكن يعرف ماذا يقول أومأ برأسه بالإيجاب ومضى أحس بشيء يشده إلى هذه الفتاة فالتفت وراءه

وراءها تسير صوب ما أشار لها

توقف لحظه يلوم نفسه لماذا لم يطيل الحديث معها ثم أستطرد بدون إكتراث وأكمل طريقه

عندما وصل إلى شقته بعد جولة طويلة من التفرج تفاجأ بأن الفتاة التي التقاها في الطريق هي جارته الجديدة

كانت صدفة غريبة ، ذلك النوع من الصدف الذي تسوقه الحياة إلينا فيقلب حياتنا رأساً على عقب

إبتسم لها وإبتسمت له

قالت أنت تسكن هنا يالها من صدفة جميلة

قال من حسن حظي إنك جارتي

إبتسمت بلطافة وقالت فرصة سعيدة

دخل إلى شقته وفي قلبه نغمة فرح لأول مره تطرق دواخله

لأول مرة يشعر بأنه موجود راح في خيالات طويلة يتفرج عليها وهي معه

منذ ذلك اليوم بدآ يرصد كل تحركاتها ، يخرج معها بنفس الموعد

ويحاول التكلم معها وكانت تبادله التحية والإبتسام وأحياناً الكلام

بدآ هذا الشيء الجميل في قلبه يكبر وأصبح كل همه أن يراها أو يحدثها

لأول مره يشعر بالنشوة لأول مرة يرى الأشياء التي كان يراها سابقاً

جميلة ومختلفة

ماذا حدث له صار كل شيء يمنحه أحساس جميل ، اليوم لم يعد يتفرج أصبح مشارك بكل شيء

وفي ذلك الصباح

خرج معها بنفس الوقت صباحاً

وبدأ يحدثها كانت عينيه تقول أكثر من ما يجود به لسانه

كانت تضحك لكل ما يقول وإبتسامتها العذبه تملأ ثغرها الجميل

كانت عينيها تصرخ بالفرحة

قالت له

أريد أن أقول ك شيء ، شيء أسعدني كثيراً

قال وأنا كلي أذاناً صاغية لسماعك اليوم الفرحة تبدو متلبستكِ بشكل واضح

قالت نعم البارحه تقدم لخطبتي زميلي في العمل وأنا سعيدة جداً لأني حقيقة

أحبه جداً ويعجبني كثيراً ولطالما تمنيت أن يكون زوجي

قال إذاً ستتزوجين

قالت نعم وأتمنى أن تحضر زفافي فأنت صديقي الوحيد هنا

قال نعم بالتأكيد سأحضر أنا أيضاً فخور بصداقتك ، أنتي صديقتي الوحيدة على الأطلاق

ودعها بسرعة بعد ذلك ومضى إلى متعته المؤلمه يتفرج ويتفرج ويتفرج




عاد كل شيء إلى ماكان عليه ، أرتدت الأشياء منظرها التعيس وبدت كل الوجوه هائمة بلا هدف

كان الوقت ساعة رحيل الشمس بدآ المنظر كأنه لوحة رسمتها أنامل فنان في لحظة تعاسه وخيبة

وكان هو علامتها الفارقه ، علامتها التي خلدت هذا الفنان ،!؟

كيف بإمكاننا في لحظات تعاستنا أن نخلق أشياء أكثر تعاسة منا كيف ؟؟
















17 comments:

Anonymous said...

شكراً لك على القصة، تمت إضافتها إلى موقع
http://www.3ajil.com
لسباق المقالات وإشهارها

magnoonah said...

من 10 سنوات ؟؟؟
وين كنت محتفظ فيها؟
لا تقول تحت السرير

:)

الحياة بالنسبه لي مو مسرحيه الحياة فيلم كلنا ابطال فيه الا الي يختارون انهم يهمشون انفسهم ويكونون كمبارس بإرادتهم


نهاية القصه
تخليني اقولك هذي الحياة
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


القصه مو خياليه الا انها لمست الواقع وتفاصيلها تخليك تحس انك تقرا مذكرات احد انت ما تعرفه
اهنيك على المحاوله
واتمنى نشوف شي يديد

خصوصا بعد ما قريت التعليق الاول
اتمنى لك التوفيق
:)

78o8eYa said...

مساء الخير
:)

قال بو محضار ، وبو محضار صاج
"الناس أفلام والدنيا مسارح"
..
وكل من له دوره بهالحياة
وأحياناً تنقلب الأدوار ويتغير السيناريو

اللي اليوم تشوفه متفرج باجر بيكون ممثل بطولة

يمكن قاعد يراقب ويسجل ملاحظاته ويستنتج
علشان يتقن دور البطولة

..
المقدمة كانت شي
والنهاية شي ثاني
..

وصلت فينا لمرحلة التساؤل
((كيف بإمكاننا في لحظات تعاستنا أن نخلق أشياء أكثر تعاسة منا كيف ؟؟))

يولد الإبداع بصرخة ألم
وبدمعة جرح
وبلحظة وهم

الأسطر وإن اكتست تعاسة مطبقة
إلا أنها
تؤكد على الروعة الكامنة هُنا

تسلم الأنامل الذهبية
مع أطيب الأمنيات
:)

PearL said...

القصة كلها بصوب

واخر جملة بصوب


كيف بإمكاننا في لحظات تعاستنا أن نخلق أشياء أكثر تعاسة منا كيف



بس سؤال .. وين كانت هالقصة طول هال 10 سنين :)

7osen said...

: Anonymous

شكراً جزيلاً لك

:)

7osen said...

:مجنونه

ياهلا ومرحبتين

لا والله مو تحت السرير
كانت حيث كانت

:))

ما أعتقد ياعزيزتي إن في أحد يهمش نفسه

ولكن هناك نوع من البشر يقبل بأي دور تعطيه له الحياة

حتى لو كان كمبارس

لأنه لا يستطيع أن ينتزع لنفسه دور البطولة


شكراً لكِ
مجنونة على هذا المرور الجميل

أتمنالك ليلة سعيدة
ونهار جميل

تحياتي عزيزتي

7osen said...

: حقوقية

اهلاً وسهلاً
ومرحبتين كبار

شلونج عزيزتي ؟

عجبني تعليقج واااايد واايد

فيه وجهة نظر
نفس ما أنا أعتقد

إللى اليوم متفرج بكرة بيكون بطل

هذي الحياة دائماً تنولد قصة يديده من نهاية قصة قديمة
ويكون فيها بطل يديد ودور يديد


ما اقدر اقول
ألا اسعدني مرورج
وفرحني تعليقج

وشكراً لروعة وجودج

أتمنالج كل الخير والدفا
مع أصدق تحياتي القلبيه

7osen said...

: بيرل

ياهلا ومرحبا

كيف حالج بيرل

قبل كل شي أنتي وينج مو مبينه
مافي شي يديد ليش ؟؟

ترى أشتقنا حق بوست يديد منج

:)


والله ياعزيزتي

هالقصة كانت في ( كشكول ) قديم

تخيلي كاتبها من عشر سنوات
كان عمري عشرين سنة

ولقيتها أمس وأنا أفتش في ذكريات الماضي

وبما إني مادري شفيني أحس بالفراغ وبالركود
قلت أكتبها

أتمنى تكون عجبتج

شكراً لمرورج وتعليقج إللي أسعدني

ولا تطولين جذي بدون تواجد

أتمنالج كل السعادة
مع أرق التحيات

Manooya said...

هالقصة كانت بالدفتر الوردي =) ؟

او مشمشي ماذكر لونه بالضبط بس هالدرجات =)

قصة رائعه ومزيد من الالم ..


خوف الم خوف الم خوف الم .. اتصدق ان الخوف من الالم يؤلم اكثر من الالم نفسه ؟؟

والصدمة بعد اطمئنان "تحطم" معاني وايد وتغير وايد اشياء بالانسان ويمكن حتى اشياء فسيولوجيه !!

هالشي استنتجته ..

يعني لا مفر من الالم .. لا مفر يا حسين


ساء تجاهلته او استعديتله ..



الجمله الاخيرة وايد وايد معبره ..

احلى ابداع غالبا يكون وليد الالم .. =)

darkness said...

مساك الله بالخير

عشر سنين قلت؟

و خاشها؟؟ شوف اشوه انك خاشها و طلعتها

:)

اهنيك لاسلوبك

طبعا كان التسلسل حلو تعطينه طبيعته و تردنا للاسباب

القصه بحد ذاتها صرخه

تبين لنا ان لا نهاية للالم و الحزن و التعاسة و الوحده بالدنيا

فكلما ظننا مجرد الظن اننا في اكبر المصائب ياتي ما هو اعنق الما

بس انه يعود لقوقعته؟ انزين الحين معنى كلامك هذا انه ازداد في قوقعته يعني ان صادف غيرها و ارتاح لها راح يمنعها من الاقتراب حمايه لنفسه

اهو ماخذ دور المتفرج كوسيله للدفاع يحمي روحه البريئه من الانكسار امام الحقيقه

اسفه وايد تكلمت بس اندمجت مع القصه

اكو قصص غيرها مخشوشين؟

5roofa said...

حسييييييييييين
:'(

لييش كنت مستانستله والله لمه قال انه حبها
ليش جذي
ياربيي تنميتها نهايه سعيده انه يعني تصارحه

واااي بجيتي وانا توني قاعده من النوم
بس روعه القصه روعه

والله مادري شلون تقول قصصي حلوه وانت مشالله فنان بهالمجال
يعني كلمات و احساس و شعور غريب ييلك
والله قعدت احاتي لمه ياله شعور الموت

و فرحتله لمه شاف وحده دشت قلبه
و بجيت علي لمه اكتشف الحب من طرف واحد

وين هالقصه حارمنا منها 10 سنين؟

تسلم اناملك الي خطت هالقصه ماننحرم منها يارب

كيف بامكاننا في لحظات تعاستنا ان نخلق اشياء اكثر تعاسه منا كيف؟

تدري شنو هالسؤال دش باعماقي
ماكو شي بس خلاص اذا القلب تعيس مااتوقع انه في شي اسوء
يعور القلب السؤال

قول امييين
انشالله ياحسين ربي يملي قلبك كل حب و فرح و سعاده و كل شي حلو بالدنيه
ويمسح على كل هم و ضيقه و فراغ
ياااارب
تستاهل كل خير خيوو

salamz dear brother...

7osen said...

: منويه

ياهلا ومرحبا

سعيد بمرورج اليوم
وينج صايره ما تابينين


ضحكتيني على الدفتر الوردي
هههه
لا الدفتر الوردي يديد
هذي قديمة


صراحة عجبني واايد تعليقج

صحيح
دائماً الألم يولد الإبداع

لأن الإنسان يحتاج يعبر عن نفسة
بأي طريقة


مشكورة منويه على هالمرور الحلو

تحياتي لج عزيزتي

7osen said...

: darkness

مساج الله بالنور والأنوار

أي عشر سنوات
والله مو خاشها أهي خاشة نفسها

:)

الألم والوحدة دائماً موجود بالدنيا

لكن الأمل والتفائل أهو العلاج

ومهما واجهنا من مصاعب دائماً هناك الأجمل

لكن الهدف من الكلام

هو إنا لازم يكون لنا دور بالحياة
إذا الحياة ما أعطتنا هالدور
لازم أحنا ناخذه


تحياتي لج عزيزتي
سعيد بمرورج وتعليقج

strawberry said...

wo0ow 7addha 3ajeba o0 waid feha lamsat 7zen i like that

strawberry said...

wo0ow 7addha 3ajeba o0 waid feha lamsat 7zen i like that

7osen said...

: خروفا

ياهلا ومرحبتين
بالأبلة العزيزة

أول شي أسف لأني بجيتج
ودي إنج تضحكين خروفا

دائماً تبجين ،، مايصير جذي

:)

ثاني شي

إنتي قصصج تشبهج
كلها رومانسية وحب

كلها أحساس بريء وصادق

والله ياخروفا وااايد مشكورة
عزيزتي على هالدعوة الحلوة
أمين الله يسمع منج

مشكورة وااايد
عزيزة وغاليه والله

أتمنالج كل السعادة والحب

7osen said...

: strawberry

أهلا وسهلا

شكراً جزيلاً على هالمرور الحلو

واللمسات الحزينة لابد منها

تحياتي لك