دائما ما يتملكنا شعور جميل بالظفر وبالإنجاز حين نطوي الصفحة الأخيرة من أي كتاب ونضعه ضمن الكتب المقروءة
شعور جميل انتابني عندما انتهيت من قراءة رواية إحدى عشرة دقيقة لباولو كويلو
الرواية تتحدث في موضوع شائك جداً خصوصاً في عالمنا العربي والإسلامي على الوجه الأكثر خصوصية
فهي تروي حياة شابة برازيلية " يصطادها " احد أصحاب الملاهي الليلة في سويسرا ويقنعها في مغادرة البرازيل والعمل كراقصة في ملهاه
توافق الفتاة بدافع البحث عن المغامر، والأمل في إيجاد الزوج والحب والعائلة في هذه البلاد البعيدة التي لا تعرف عنها شيء
وبعد فترة قصيرة من العمل في الملهى تُسرح من عملها بسبب عدم التزامها بالتعليمات و تحصل على تعويض مالي لا بأس به
تقودها الحياة بعد ذلك إلى العمل في " دار المومسات " ومن هنا تبدآ الحكاية
ينطلق باولو كويلو في الحديث عن الجنس والمتعة وتأثيرهما على حياة الناس ، وعن شعور " ماريا " أن عملها كمومس هو مجرد عمل تؤديه مثل بقية الأعمال لأغلب الناس دون رغبة حقيقية ولهدف محدد هو جمع المال الكافي للعودة إلى البرازيل وشراء مزرعة تؤمن لها ولعائلتها حياة كريمة
الرواية تدخل إلى أعماق الروح البشرية وتحاول تحليل الأحاسيس والمشاعر وتصرفات الأفراد ، تتكلم عن آلية الإنسان وحياته الداخلية ، عن عدم السعادة رغم توافر كل سبلها ، عن الإيمان والاستمرار في اكتشاف أسرارنا التي نجهلها عن أنفسنا ، عن الوصول للنشوة الحقيقية والهدف من الجنس بشكل عام
الرواية جريئة ، تحمل أفكار ومعتقدات خارج نطاق أعرافنا وعاداتنا وديننا ، لكنها بالمعنى الإنساني المطلق تصب في تكوين الإنسان الداخلي الذي من الممكن أن نشعر فيه نحن أيضاً لأن مشاعر الإنسان متشابهة والاختلاف يكمن فقط في التفكير والقناعات والإيمان
إحدى عشرة دقيقة ( " عنوان الرواية "هي المدة الزمنية للعملية الجنسية الكاملة كما يرى المؤلف) رواية " متصوفة " حسب رأيي تناول فيها كاتب متمكن مثل باولو كويلو موضوع حساس جداً لكنه عرف كيف بحرفية عالية و بلغة شفافة أن يجعلنا " كقراء " ننظر إلى موضوع يثير الغرائز نظرة إنسانية دون أن يثير فينا رغم دخوله في التفاصيل أية مشاعر سلبية
بشكل عام وبرأيي الخاص الذي ينبع من محيطي أعتقد إنه أبدع بالموضوع حسب قناعاته أبدع جداً ، لكن بالنسبة لي أشعر بأنها رواية لمثال سيء ، سيء جداً ، فالإنسان لا يمكنه أن يفصل روحه عن جسده ، وهذا الجسد خصوصاً جسد المرأة له كرامته التي منحها إياه الله سبحانه وتعالى ولا يمكن " بحسب رأيي " أن تمتهنه المرأة بهذه الصورة دون أن تدنس معه روحها البريئة