
قصة
.......
فجأة أصبح كل شيء هزيل ومتضعضع
عندما توفيت والدتي التي قضيت في كنف أهلها وطرا طويلا من عمري أضطررت أن أعود إلى أبي البعيد وأخوتي الذين لا أعرفهم جيداً
والدتي كانت مختلفة عن مذهب أبي .. أنا ولدها الصغير الذي خرجت به من بيت والدي بعد الانفصال بينما بقوا أخوتي الثلاث الأكبر سناً معه، كنت بطبيعة الحال معتنق مذهب والدتي وأخوالي المتدينين كثيراً .. لكني عندما عدت إلى والدي وجدتهم على النقيض تماماً
أخوتي متدين جداً على الطرف الأخر
في البداية لم أجد مضايقة منهم لكنهم ما لبثوا إلا وانهالوا عليّ بالنصائح
وجرجروا أقدامي إلى المحاضرات الدينة لبعض الدعاة المعروفين كانوا يركزون على أخذي إلى المحضرات التي تتحدث عن صحة مذهبهم وتفنيد أفكار وأسس المذاهب الأخرى .. كنت مهتم جداً وأستمع بانصات وتفكر كبيرين
وعندما أجد نفسي مقتنعاً تماما
أركض إلى أخوالي وأقول لهم كل ماسمعت .. فيضحكون بثقة ويسوقون لي من الحديث ما يعيدني إلى صفهم
وجدت نفسي حائر بين الطرفين لا أعرف ما أريد
أسمع هذه الجهة فأجدها على الحق
وأنصت للأخرى وأيضا أجدها على حق
لم أكن اعرف ما اصنع
وجدت نفسي أبحث عن الحقيقة من خلال القراءة... قرأت للجميع
ولم تزدني القراءة إلا حيرة وضياع بعد أن وجدت نفسي انساق نحو افكار جانب ثالث ... جماعة الوجوديين
الذين لا يؤمنون إلا بصوت العقل .. والذين تبدو أفكارهم أيضاً منطقية وصحيحة ؟
كنت احضر مناسبت الجميع
وأستمع للكل عليّ أهتدي إلى طريق النجاة
كنت أفكر بعمق وأحاول الوصل إلى البداية بعقلي
الله خلقنا جميعا ، ثم ماذا حدث
لماذا كل هذه الأفكار والمذاهب والعداوات بين الناس التي قد تصل إلى اقتراف الجرائم
وقتل أحدنا الأخر
الجميع يزينون الكلام ويدعمونه بالأقول والأيات التي تثبت صحته
والجميع يبدون على حق
لكن الجميع ينسون أننا محكومون بالتقليد الأعمى والأنجرار وراء من سبقونا الذين أنجروا هم أيضا وراء من سبقوهم
وربما ايضا الذين سبقوا من سبقونا قد أنجروا وراء من سبقهم
هي دائرة ليس لها أخر
والحقيقة غائبة تماما والسبب الإنسان الشرير المضلل .. الذي لا يتوانا عن طمس الحقيقة من أجل مصلحة أو هدف شخصي
ضارباً بعرض الحائط مصائر الناس وأنجرافهم وراء الزيف
قضيت وقتاً طويلاً وأنا تفترسني الحيرة ويتناهبني القلق والضياع
كنت في صف الجميع دون أن أكون منهم
وعندما لم أجد حلاً لعقلي الذي لم يعي الحقيقة ولم يهتدي إلى الطريق الصحيح كما يزعمون
قررتي أن أعيش مثلما يجب علي أن أفعل
أحب الحياة .. أحترم نفسي والأخرين .. امنح فطرتي ماتريد دون قيود
قررت المحاولة أن أكون مجرد إنسان
امنح السعادة للغير إن استطعت .. اخذ وأعطي بعدل .. لا أظلم أحداً .. أنام وأنا اشعر بالطمأنينة والفرح
وجدت نفسي مرتاح جداً بهذا الأسلوب ، رغم أصابع القلق التي تعبث أحيانا بهدوئي وتقودني إلى التساؤل عن الطريق الصحيح
الطريق الصحيح الذي لم أعرفه بعد
والذي أجد صعوبة بالوصل إليه (إن كان موجود أصلاً)؟؟
----------------------
بعيداً عن الحياة
عندما تجيئين تفقد الأشياء معناها
وتبدو كل النجوم وجوه حمقاء مترهلة
ويبكي القمر إنزوائه ووحدته
عندما تجيئين يضحك القلب بطفولة
وتدمع العيون بصدق
عندما تجيئين
تهيئلي سعادة الروح درباً إلى الأمان
وتسمو نفسي فوق حياتهم لتعانق عينيك بصمت
فقط عندما تجيئين