9/17/2010

مافيني شي



........

نظرت لي زوجتي نظرة عتب لم أعتدها منها وطلبت مني أن اساعدها في حمل طفلنا الصغير

كانت تدفع عربة طفلتنا الرضيعة وتتسوق وتراقب الطفل الذي بدأ يبكى في الوقت ذاته


حملت الطفل بصمت كبير جداً .. أكبر من العالم

نظرت إلى عينيه من بين دموعه .. تشبهان عيني أمه بصورة كبيرة .. البريق والاتساع ذاته

كف الطفل عن البكاء وابتسم لي

شعرت بشيء داخلي يشبه الندى

كم أحب عائلتي


عندما عادت زوجتي .. لمحت عينيها تحاولنا التقاط عينيّ.. تجاهلت نظراتها

أعلم جدا إنها تشعر بي .. وأنها تود مساعدتي

لكن لا شيء يمكنه أن يساعدني سوى الصمت والوحدة


ظلننا صامتين طوال طريق عودتنا إلى المنزل .. ترمقني بين الحين والحين بنظرة عطف كبيرة وأنا مستمر بتجاهل نظراتها

أوصلتهم إلى المنزل .. وأخبرتها إنني سأذهب لأمر ما ولن أتأخر

رمقتني من جديد بتلك النظرة .. وقالت إنتبه لنفسك


هي تعرفني جيداً ..

منذ تزوجنا أخبرتها بأنني مختلف .. أصمت كثيرا .. ولا أحد بأمكانه أن يدرك ما يحدث في الداخل


أدرت تلك النغمات

النغمات المؤلمة .. الحزينة ..الموغلة في الأختلاف

إنها تنفذ إلى عمق مشكلتي .. تحللني .. وتداوي علتي


أنظر إلى الناس من خلف زجاج المركبة .. وأتساءل بحيرة ... لماذا؟


ويظل سؤالي عائما دون إجابة


شيئا ما في داخلي لا أجد له جواب .. حالة خاصة .. رواسب ماضي سحيق .. وحياة ملئية بالأسئلة

شعور يضعني على حافة الأكتشاف .. حزن نبيل يجعلني أبكي ..

بدأت الدموع .. إنها حالة النهاية

الأن سينتهي كل شيء


أبكي وأتطهر .. ثم أعود للحياة


هاتفت زوجتي وطلبت منها أن تعد لنا الغداء الذي احبه

وعندما وصلت وجدت كل شئيا جاهزاً

الأطباق معدة بصورة مبهرة .. رائحة الأكل تضوع في المكان


تناولنا الأكل بشهية مفتوحة .. كانت عيوننا تتلاقى بحب كبير

لم أتجاهل نظرتها ولم أهرب منها


عندما أنتهينا .. أقتربت مني وهي تحمل الأطبق وهمست بأذني .. أسفة على تلك النظرة

ربت على يديها بحنان وقلت لا تهتمي كان عليّ أن اساعدك بالفعل


تناولنا الشاي "الأخضر" معاً ونحن نتجاذب أطراف الحديث ونضحك بتكاسل

فجأة صمتنا معاً

قالت بصوت مشحون بالشجن ... ما بك؟


نظرت إليها بجرءة وحب وانا أمد يدي بأتجاهها وقلت ... لا شيء


وكنت كاذب

..........................................................


خطوة أخرى فقط .. خطوة واحدة

23 comments:

Unique Girl said...

حسيت بجو اسري حلوو وشخص خايف انه يفقده

نظره العطف يمكن تكون مأذيه ساعات بس تطلع بلا شعور

تكتمك بألمك لازم مايظل

اعتقد مشاركتك على الأقل لزوجتك أحسن راح يكون

Anonymous said...

لم يكذب ولكنه يحجب لوعته عن زوجته ،محبوبته،وأم طفله
ربما الكتمان الذي إعتاد عليه
و ربما خشيته أن يكدر صفو تلك اللحظات الرائعه
قصه حلوه وخفيفه وممتعه
وما أجمل تطهير النفس بالدمع
إستمر وأمتعنا بالمزيد

Engineer A said...

قصة رائعة .. راقت لي كثيرا ً واستطاعت أن تقتلع مني تنهيدة كبيرة

ربما يستطيع المرء أن يسيطر على عواطفه وينفس عن نفسه ويطردالحزن عن طريق الدموع .. ولكن ما اجمل الحياة الأسرية والمشاركة الزوجية ومشاطرة عواطف الفرح والحزن مع الشريك

دمت مبدعاً

سلة ميوّة said...

هي نظرة واحده كفيلة بأن تشعيل فتيل حرب..أو ان تطفأها...


يمتلك بعض النساء نظرات من بارود...واخريات نظرات من ثلج وبرد وسلام:)

هذا مافكرت به وأنا أقرأ كبعدٌ آخر للقصتك الممتلئة أبعاد...


رقاني مابين سطورها..اكثر مما تتصور


كن بخير

7osen said...

Unique Girl

ياهلا ومرحبا

شكرا عزيزتي على مرورج
وعلى تعليقج المميز

وفعلا المشاركة هي المهرب الوحيد لجميع الناس من الامهم وحزنهم

تحياتي لج

7osen said...

تحلطم

ياهلا ومرحبا

نعم ما اجمل تطهير النفس بالدموع
كلمة في الصميم

شكرا لمرورك الجميل عزيزتي

أجمل تحية

7osen said...

مهندسة

ياهلا والله
اؤيد ماطرحته

على الإنسان أن يتشارك مع افراد اسرته وبالاخص زوجته كل ما يعتمل في نفسه من أجل أن يستريح

الكتمان أمر مؤلم جدا

شكرا لمرورك عزيزتي
أتمنالك كل الخير

7osen said...

سلة

اهلا وسهلا

النظر أحيانا ينفذ إلى عمق البشر

بالنظرة نستطيع أن نقول مانشاء أكثر من الكلام أحيانا

تحياتي لمرورك سلة
وشكرا لكلامك الجميل

الف تحية

~حَدِيـثُ الفَـجْـر~ said...

احببت القصه .. فقد وجدت جزءا من نفسي فيها .. مؤلم جدا ان تصمت وبداخلك براكين تثور وتثوور .. والاشد ايلاما ان يكون هناك شخص ينتظر لحظه تبوح فيها عن سرك المكنون ..لتزلزل جبال الصمت بداخلك

و لا يزال الصمت صامتا لكن متخفيا وراء دور البوح

:") شكرا
كن بخير ..

الجودي said...

حزن نبيل يجعلني أبكي
جملة جميلة و تعبير راقي لحالة من الحزن ...
أدرك إن لرجل حالات و فترات يصعب معها إدراك حالته
حتى أنها تصعب عليه هو ذاته ..
احتياج للإنفراد ... للوحدة ... للإنفصال عن ما حولة ...
لتنفيس بوسيلة أو أخرى عن غضب أو حزن غير مبرر ...
راقني تصرف بطلك ... برغم كل ما يختزن من مشاعر ..
اعتلى عليها بنفس درجة نبل الحزن ...
ليرسم أجمل ابتسامة على محيا زوجته ...
وليضفر باعتذار ... لبق ...
و دائما هناك خطوة أخرى فقط .. خطوة واحدة
بيني و بينك ...

لن تنتهي هذه الخطوات ولن تكون في يوم خطوة واحدة

~أم حرّوبي~ said...

يصعب علي حال الرجال أحيانا ..فهم يحملون في قلوبهم أكثر ما يظهرون
تراه يحمل هما كبيرا ويخفيه ويتظاهر بلاشيء حتى لا يعكر صفو الآخرين

ولكن أنا مع أن الحياة الزوجية مشاركة في الهموم والأفراح ..لربما الزوج يرى بأنه من الأفضل ألا يبوح ويضايق شريكته
ولكنه لايدري بأنه يجرحها بفعله
فالمرأة تريد للرجل أن يشاركها همه حتى تستطيع أن تسانده وحتى تحس بأنه يحبها ويقدرها ويحتاجها قربه

لا بأس بقليل من البوح بين الفينة والآخرى ..ليس دائما ولكن أحيانا

والله يقدرك على الخطوة القادمة :)
ويفتح عليك أبوابه :)

Yara said...

كلمات فيها من الصوت والصورة الكثير
،
،
خطوة وحدة وتعود إلى قواعدك سالما
أم خطوة وحدة وتقترب منها أكثر
أم خطوة وحدة وتتخلص من الماضي؟؟؟
في تصوري الأحتمال الأول والثاني واردان
أما الأحتمال الثالث فهذا صعب جدا

يوم سعيد

7osen said...

حديث الفجر

ياهلا ومرحبا
شكرا لكلماتك عزيزتي

بالفعل هو أمر مميز جداً أن نجد فيما يكتبه الأخرون جزء منا

...
الصمت والكتمان فعلان مؤلمان
من يستطيع أن يتخلص منهما إنسان محظوظ

لك أصدق التحيات

7osen said...

الجودي

ياهلا ومرحبا

بالنسبة لي لا أرى فرق بين مشاعر الرجل والمرأة .. بل أعتقد إنها متشابهة لكننا وبسبب معتقداتنا فرضنا على الطرفين أن تختلف ردة فعلمها تجاه مايشعرون

الرجل هنا في هذا النص في داخله أشياء تحتاج إلى إمرأة من نوع خاص تستطيع أن يجعله يهيلها مرة واحدة دون تردد

هل تظنين ذلك حقاً؟
هل لن تنتهي تلك الخطوات ؟

تحياة عميقة من القلب لك الجودي

7osen said...

أم حروبي

اهلين وسهلين

بالفعل الحياة الزوجية مشاركة
ويجب أن تكون مشاركة لكي تنجح
فما فائدة الشريك إن كنت لا أستطيع أن أبوح له بما يثقل كاهلي ؟

شكرا لكلمات الرقيقة عزيزتي
تحية خاصة

7osen said...

يارا

يامرحبا

اشكرك عزيزتي على هذا الاطراء الجميل

والخطوات في هذا الحياة دائما ناقصة .. أحيانا نشعر إننا بالفعل وصلنا لكن تظل الخطوة الاخيرة الحاسمة
الخطوة اللعينة التي لا تأتي أبدا

شكرا لمرورك الجميل
:)

malak said...

واااايد حلوه:)

7osen said...

ملاك

وجودك احلى

شكرا لك عزيزتي

:)

Seldompen said...

شيء مختلف .. حقاً شيء مختلف قرأت هنا ..

ولا أحس بالإختلافات كثيرا عادة !

الكلمات الصادقة عادةً ما تجعل الكلمة تتسلل إلى القلب من دون إذن , وهنا شعرت بذلك الشعور ,

....

حيرة بين أن .. وأن

أي أن النساء عادة ما يترددون في قول بعض ما يضايقهم لأزواجهم ,, أن أقول له أو أن لا أقول .. !

وفي النهاية ينتهي الحال بأن تقول غالباً ..

أما الرجل , كائن عجيب !

في الحقيقة تختلط عليه المفاهيم , كما تختلط على المرأه ’ فالرجل بالطبع يرى المرأه كائن عجيب هي الأخرى ..

لمـاذا من الصعب جداً أن ننطق ببعض كلمات قد تكون سبب لراحة طوال العمر ؟
نشتري راحتنا ’ بنطق بعض الكلمات ..
أيقن تماما أن بعض الكلمات صعبة النطق, ولكن على الأقل إن لم تنطق للزوجة ’ فلتنطق لأياً كان , إن كان وجودها في الداخل خانق , ولا تبقى حبيسة الجسد ,

فالنهـاية لابد أليمـة جداً


...

عذراً للإطالة

:)

وتطلع للخطوة الأخرى من جميع الزوايا

.. تحياتي ..

7osen said...

pen seldom

اهلا وسهلا عزيزتي

شكرا من القلب لهذا الكلام الطيب

اتفق معك في جزئية أن الرجل كائن غريب بالنسبة للمرأة والعكس صحيح أيضا

أتصور إن هذا الشي يثبت نظرية إن الإنسان يصدق مايعتقد ويظنه هو الشيء الحقيقي

يعني أي شي اعتقد انا فيه فهو صحيح
هذا إللي يخلي الرجل غريب للمرأة والعكس

شكرا لك عزيزتي على التعليق الجمل
وسعيد بمرورك الجميل

7osen said...

:)

Anonymous said...

:(أفا تطنيشه قويه

Anonymous said...

خخخ