7/26/2010

غيمة



أن تضع أملك في شخص وتظنه مختلفا عن البقية ثم تكون الحقيقة مختلفة كلياً عن ما ظننت

أمر مؤلم .. أليس كذلك


وعلى الرغم من هذا الألم كم هو جميل أن تعبر ظنك وتستمر في التعامل الصادق


في السابق كنت أظنني "شاطر" في معرفة الناس وكنت أظن أيضا أن هذه "الشطارة" ستستمر في قادم الأيام

لكنني الأن اعترف بعجزي عن فهم الكثير .. الناس أصبحت متلونة بشيء من الزيف

المشاعر لديها لحظة عابرة وتمضي

تضحك معك بقلب تظنه صافي لكنها تبادل غيرك الضحك بالقلب ذاته

الكل في سلة واحدة .. أنت وهو وهي وهم الكل واحد

لا أعرف .. أبغض هذا التعامل رغم عدله الظاهر لكنه يشعرني بأن الشخص الذي أمامي ليس لديه مشاعر مختلفة

بأمكانها أن تضع تقييم للناس بصورة معينة وبطريقة خاصة


لا اراه منطقي أن يكون كل من حولنا في الكفة ذاتها

لابد أن يكون هناك قريب وأقرب


هناك صديق وهناك أخ وهناك زميل وهناك معرفة عابرة

وكل علاقة من هؤلاء من المنطقي أن تكون مختلفة عن غيرها

--------------


ساعات الصفا جميلة .. حين تختلي بنفسك بأجواء خاصة

تتأمل الحياة .. وتحاول أن تحب الجميع .. رغم إنك إنسان .. ممكن أن تكره وأن تخطئ.. وأن تغضب

ما أجمل أن تملك القدرة على السيطرة على أعصابك والإبتسامة في وجه الجميع

ما أجمل أن يزين الحب داخلك حتى النهاية


---------------

أفكر في الرحيل فوق غيمة باردة

من يرافقني ؟


أحتاج لصحبة


:)

7/21/2010

فيروز




بناديلك ياحبيبي مابتسمعلي ندا


ولا التلات القريبة بترجعلي الصدى




كأنك ماحدا


ضايع في هالمدى




حبيبي يا حبيبي


مالي غيرك حدا


7/13/2010

حياة خبيثة





في زحمة الحياة نسيت أن أسأل عنك
رغم إنك كل ما يجب أن اعرفه وأن أدركه وأن أراه
أين انت
لماذا تتركني دون أن تترك لي دليل يوصلني إليك
أحساسي بفقدك جعل مني قلق دائم
وهواجس لا تنتهي تنقلني إلى ساحات الركض الأبدي
إني أحبك .. كثيراً .. لكني بحق أحتاج إلى وجودك كي أفهم معنى حبي
أحتاج أن ألمسك في حياتي .. أن أنظر في عينيك وأستمد الأمل والطمأنينة
غيابك علمني أن أحيى بفوضة من المشاعر
أحياناً أبكي وحيداً فوق وسادتي الحنونة وأنا أتذكر أنك تخليت عني
ومرات اخرى أشعر بأنك لازلت تتذكرني لكنك تحتاج مني المزيد كي أصلك
حياتي كلها متعلقة بك
أنت من تستطيع أن تطليها بألون ألفرح أو تطمرها بتراب الضياع
لكنك لا تضع إشارات تدلني عليك
أنت بعيد عني
رغم قربك المزعوم
........

الموسيقى فضاءات ضوء تمنحنا شعورا مختلفاً بالحياة
بأمكانها أن تعيد ترتيب خزائن النفس بروية وتمهل
لها قدرة على جعل الروح تنزف بحنان فاتر وشوق مستكين
......
فيلم

أحيانا أتحول إلى عصفور صغير يبحث عن الخلاص من شراك الصيادين المتربصين دائما
يتعبني دور القوي
أفضل تقمص الأدوار الأخرى
هل بأمكانك أن تمنحني شخصية أخرى أجيد تمثيلها

القوة لم تكن مطلبي ولا هي هدفي
إنني متفان في الضعف وأجيد لعب هذا الدور
بأمكاني أن أبكي متى ما أردت ذلك
دموعي قريبة
ولا أعلم لماذا

أرجوك لا تسألني هذا السؤال
فهناك الكثير جداً من الأسئلة التي نجهل جميعاً أجوبتها
أمنحني مزيد من الوقت حتى أسترجع أنفاسي وأتخلص من دور القوي
لماذ جعلتني العب هذه الشخصية
انت تعرف تماماً رغم براعتي بالتمثيل إنها ستضعني في هذا الركن الذي اكره

فلتمنحني خلاصي وتسند لي دورا عادل أتقمصه دون ادعاء
---------------

الدموع منابع الراحة الحقيقة ... إن كنت تبحث عن الحقيقة في نفسك دعها تبكي
------------
مشهد أخير

قادني الانتقام إلى الحب
يلا الغرابة

أستخدمت كل الوسائل حتى الممنوعة كي أقترب منها
وأتسلل بلطف شيطاني إلى قلبها
وحين تمكنت منه

بثثت سمي وجعلتها تتلوى على حافة الموت
وعندما غابت وراء خديعتي
وقعت الروح في حبس الحب
أحببتها بقلبي المليء بالكره
اغرقني عشقها الذي نفذ إلى سر نفسي دون إدراك
ولم تعد لحياتي معنى سوى أستعطافها كي تعود

لكن لماذا تعود
وأنا قتلت حبها بسمومي الكريهة
تذللت
وحاولت

وانتظرت حتى شفيت جراحها وعدت من جديد
أبحث عن حضن ليس كباقي الأحضان

لكنها تعلمت الدرس جيداً
وادركت لعبة الأنتقام

سقتني من الكأس ذاتها
وتركتني أتلوى بين الحب والكراهية

يلا عدالة الحياة وخبثها
------------------

ليتك تعرف الشوق لي صار واجد
وليتك تعرف أوجاع كثر الحنين
ماقد شكيت الحر والجو بارد
ولا سهرت بليل طول السنين





7/11/2010


~مقـدمة :
بالتعاون مع مـدونة ( En3kaas ) و صاحبتها ( سارة )
نتـشرف بعرض مجهودنا المشتـرك في تأليف و كتابة قصتين قصيرتين
أولهما قصة ( هـوس ) و التي نتمنى ان تنال على إعجابكم و ترتقي إلى إرضاء ذائقة القارئ الكريم :)
هذا و سنعرض القصة الأولى هذه الليلة غداً ستكونون مع القصة الثانية إن شاء الله :)
كـــونوا معنا .
.:.
تدفع بالمجلة بعيداً عنها .. و هي تتمتم : هـراء ..!تنقلب على ظهرها بحيـوية .. و تنثر خصلات شعرها و هي تحدث نفسها .. سيكون رجلي شاباً .. عصرياً ...لم و لن يكونَ إلاّ لي و من أجلي .. سيكون شاباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. تغمض عينيها و تبتسم ببطء و استرخاء لذيذ.
كبرت .. و أصبحت على مشارف التخرّج من الثانويةو لم تجد من يخطفها .. لم تجد فارسها إلا في أحلام المساء ، كانت تروي حكايا كثيرة لزميلاتها عن أبن الجيران الذي لا يكف عن ملاحقتها، و عن فلان .. الذي لمحها في ذلك المكان و لم تسقط عينيه من عليها ...
كانت جميلة .. و ملفته .. تكمن سيطرتها في عينيها؛ فـ نظرتها مغناطيسية نافذة التأثير .. لا ترحل عن أحدهم قبل أن تجذبه و تصيبه بحاله شرود ..
ما كان يمنعهم عنها .. هي تلك البراءة النائمة على ملامحها ..حتى عندما يسقطون تحت مغناطيسيتها .. يبعدهم إحساسهم بأن الطريق للوصول إليها طويل و ربما مستحيل ؛ فا يصرفون نظرهم و إحساسهم عنها سريعاً .
لم تعرهم اهتماماً .. ما كان يجذب انتباهها صنف مختلف .. دون شعـور أو إدراك ...كانت تذوب في الشعر الأبيض المزروع بعشوائية في رأس والد صديقتها !
و في تقاسيم جسد والد تلك ..!
بسرعة .. يلفتون نظرها .. و تلاحقهم بنظرات لا يفهمونها ...
إلى أن وقعت في ذلك اليوم .. كانت تراجع في أحد الأندية الشبابية بحثاً عن وظيفة الصيف المؤقتة استكملت الطلبات، أوراقها جاهزة .. و شمس الصيف ملتهبة فوقها ..خصلات شعرها تتناثر بفعل نسمات الهواء التائهة .. رفعت نظارتها الشمسية بحركة سريعة لرأسها بعد أن أربكتها الأبواب الكثيرة .. و هي لا تعرف إلى أين تدخل .
سمعت صوتاً من خلفها : تحتاجين مساعدة ؟!
تلتـفت ... تجده أمامها

سألته عن وجهتها ، فأخبرها إنه بانتظارها .. ستعمل معه في المكتبة مع مجموعة من الشباب .
خفق قلبها على نحو غامض لا تعرفه.. هذا الرجل الذي يقف أمامها يملك مواصفات فارسها كما تتخيل شعره الأبيض المتناثر بعشوائية ... صدره العريض .. نظرته الحنونة .. كل شيئا به كان يشي بالغواية التي تسربت لعروقها منذ النظرة الأولى .

في اجتماعهم الأول تحدث بانطلاق مبهر عن مهام كل فرد منهم .. نظراتها كانت تـلتهم تقاطيعه بنهم صامت، كان كل ما التقت عينيهما اخفض نظره بخجل رجولي متزن.
عملت بجد في الأيام الأولى ... وازدادت قرباً منه بعد أن تميزت عن رفاقها باطلاعها على أغلب الكتب التي حدثهم عنها.. جمعتها به جلسات طويلة و تحدثا في كل شيء ..إنه رجل مبهر في مقتبل الأربعين من العمر .. منحته سنين عمله الطويلة مع الكتب حكمة ومهابة .. له نظرة نافذة لشخصية الإنسان و في ذات الوقت هو مرح جداً و متفهم لأبعد حد .. إضافة لطيبته الكبيرة التي يصعب تجاوزها ..شعرت بعواطف متضاربة نحوه ، فتارة تجد نفسها منجرفة وراء إحساس بالحب تجاهه .. وتارة أخرى تجده الأب الحنون الذي حرمها القدر منه .. وعندما تتملكها تلك الأحاسيس الطائشة بغنج أنثوي تتمنى أن تمرر أصابعها في شعره الأشيب و أن تطبع قبلة حب بين عينيه الحنونة.
في الليل لا يزورها شيء سوى حلمها به ..حلماً تلو حلم .. تلتف سلاسل التصورات حول عقلها و مخيلتها كما تفتـل خصلة شعرها بإنسجام و هي مستلقية على سريرها ليلاً ...تفكر به .. تناديه .. تحدثه .. تحضن يدي .. تتعمق في عينيه .. على مسافة قصيرة منـه ...تتصور رأسه في حضنها .. تتصور ذراعيه تلتف حول خصرها .. و تلفها بإتجاه الكواكب و النجوم في دورانات لا تتوقف و لا تنتهي .. كـ دوار الشغف الذي أصابها منذ لقائها به .تسكـر .. تـدوخ .. تلمع في عينيها رغبــة .. و تهمس لليلها المجنون : أنــت لي ...

مرت الأيام سريعاً .. ورغم وجود عدد من الشباب العصري الذين راحت عينيها تجذبهم نحوها إلا إنها لا ترى غيره ولا تهتم لغيره ..و عندما أخبرها في معرض أحد أحاديثهما الكثيرة عن زوجته وطفلتيه أصابتها حالة من الغيرة التي لا تفهم كنهها .. راحت ترص الكتب بعصبية لافته أدركها منذ اللحظة الأولى لكنه تركها دون إشارة.. .:.
في اليوم التالي لهذه الحادثة تجاهلها بوضوح .. حاولت جره لحديثهما اليومي لكنه تكلم معها برسمية قاسية .. انتابتها حالة يأس وانكسار وحاصرتها عبرة وقفت في حنجرتها ونأت بها عن الجميع.
سألت نفسها ماذا تريد منه.. ولم تجد إجابة شافية .. داهمتها أفكار كثيرة .. وأصابتها حالة من التهور الداخلي .. انتظرت حتى ذهب الجميع وبقيت معه .. سألها بـرفق : لم بقيتي ..؟ قالت : أريد أن أحدثك ، فـ أشار عليها بأن تقول .. عضت على شفتيها بدلال وجرت طرفيّ سترتها حتى تعـرت أكتافها وقالت وهي تمد له يدها بتأوه هل تراقصني ..؟!رمقها بنظرة قاسية وتجمدت ملامحه أمام دلالها المفرط وقبل أن تستفيق من لهفتها وجه لها صفعة قوية أسقطتها أرضاً وهو يقول .. أتمنى أن تعيدك هذا الصفعة إلى رشدك .. تساقطت دموعها بذل وهي تقول أنا أحبك ... سحبها من يدها بقوة وأعاد سترتها إلى وضعها الطبيعي و هو يغرز غضبه في عينيها و يقول : أذهبي إلى منزلك ولا تعودي ..!!
ركضت من أمامه وفي داخلها عاصفة من المشاعر المتضاربة.. بكت طوال طريق عودتها وهي لا تصدق ما حدث !
منذ تلك الحادثة وهي تحلم كل يوم بصفعته... لازالت مشاعرها مندفعة باتجاهه .. تتمنى أن تواجه شخصا مثله بإمكانه أن يرى أبعد من غواية عينيها ... لكنها تدرك الآن أن عينيها لن تجذب الشخص الحقيقي .. فقط الكاذبون هم من ينجرفون وراء غوايتها .. لم تعد للعمل لكنها ظلت تبحث عن شخص يشبهه ... ولم تجد حتى الآن ...
.:.
مع تحيات
حسين & إنعكاس
:)

7/08/2010

حياة متأخرة



في يوم ميلاد الخامس والأربعين أكتشفت إني وحيد

أصابتني نوبة برد وأرتفاع في درجة الحرارة

كنت في سريري عاجز عن الحركة .. أحتجت لشربة ماء تبلل حنجرتي الجافة .. لكن لا احد قربي

حاصرتني مشاعر غريبة لأول مرة أعرفها

فكرت لو أن الله منحني عمر اطول ماذا سأفعل في شيخوختي

من سيرعاني

من سيتدبر اموري إن اقعدني العمر

شعرت بالذعر .. وبالذل بالوقت ذاته

كم انت ضعيف ايها الإنسان


بعد أن مضت هذه الوعكة

قررت أن اتزوج


الكل تفاجأ بقراري وانا الرافض تمام فكرة الزواج


وجدت صعوبة في ايجاد العروس المناسبة

فأنا لم اعد صغير بعد أن مضى اغلب العمر

لكني وجدتها بعد عناء

إمراة تصغرني بعشرة أعوام

يقولون إنها مناسبة .. لم يسبق لها الزواج


جافها النصيب في ريعان شبابها وتفتحها لكنه حملني اليها عندما قاربت هي على الجفاف


حقيقة لم أكن مهتم كثيرا من تكون

كل ما كنت احتاجه إمرأة تشاركني حياتي التي بدأت تصبح خالية من الحياة


تزوجنا سريعاً


وبدأت اكتشف شخصيتها تدريجياً

لا أدري أشعر اننا مختلفين جداً

ربما تقدم العمر منحنا قدرة على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات والتصرفات


كانت سعيدة لأنها تزوجت أخيراً

سعيدة جداً

لها شخصية طبيعية

في بداية زواجنا حاولت أن تظهر الجانب الحسن فيها فقط ، لكن بعد مضى فترة من الزمن بدأت تظهر شخصيتها الحقيقة

وهذا طبيعي بالنسبة لي


شعرت إني احبها كثيراً

وندمت أني لم أتزوج مبكراً

لكني اسلمت أن تقدم العمر هومايمنحنا هذا الاستقرار


بعد مضى سنتين

كانت حزينة لأنها تريد طفل

ولم يرزقنا الله اياه


انا لم كن مهتم كثيراً لهذا الأمر

دائماً لا أعترض على واقع اعيشه

وربما هذه الميزة هي من جعلت حياتنا ناجحة جداً


في ليلة كانت حزينة جداً

قلت لها مابك حزينة

اجاباتني بأنها تعلم إني اتوق لطفل وهي لم تستطع منحي ما اريد


قلت لها .. أنا لم اقل هذا انتي من يريد ذلك

قالت .. ألا تريد طفل

قلت.. بلى لكني اريدك أكثر


نظرت لي بأمتنان كبير.. واغرورقت عينها بدمع شفيف

مددت لها يدي فندست بصدري

ضممتها بقوة .. وداهمني شعور بالانطلاق والدفء والحميمة

لأول مرة أشعر بهذا الدفء يسري بعروقي

شعرت أن علاقتنا وصلت ذروتها


قهقهت بأنتعاش وهمست في اذنها .. ماذا تريدين بالطفل

أنا طفلك

ضحكت هي من وراء دموعها التي بللت صدري

وقرصتني بحنان


ضحكنا معاً بصوت مرتفع حتى دمعت اعيننا ونمنا


في الصباح عادت الحياة من جديد لطبيعتها


في احدى المرات القليلة التي نتشاجر بها

كنت منفعل على نحو شرير

عنفتها بأنانية واكلت لها الأتهامات انها لا تهتم بي كثيراً

(وهذا غير حقيقي)

شعرت هي بالمهانة لأنها لا تدخر شيء في سبيل اسعادي

غضبت جداً وتركت المنزل

لأول مرة تفعلها


في الصباح عندما صحوت من النوم

شعرت ببرد كبير

كأنها هي الدفء الذي يمنح جسدي الطاقة للأستمرار


المنزل كان موحشاً بصورة قاسية

الزوايا كلها حزينة

وصوت داخلي يصرخ بي ، قم الأن واطلب منها أن تسامحك وتعود

شعرت بثقل كبير في صدري


هاتفتها .. فأتاني صوتها بلهفة مستترة الو

قلت صباح الخير

ردت بصوت مخنوق

اهلا

قلت.. زعلانة؟

قالت بعبرة واضحة

لا يهم

قلت

بلى .. يهم كثيرا.. هل تسامحيني

لم ترد فقط صوت نشيج مخنوق

قلت ... أستعدي سأمرك الأن .. انا ادعوك للغداء

قالت .. بفرحة .. حاضر

ووجدها تنهمر علي بأسئلة كثيرة

هل تناولت فطورك

هل اخذت علاجك بوقته

هل تغطيت جيدا في الليل

اجبتها وانا اشعر بغبائي

نعم



عندما كنا معاً

ضحكنا كثيراً

كان منظرنا يدعوا للضحك

فرغم سنينا الطويلة بدونا كعاشقين في شهر العسل


بعد سنين عشرة حملت العمر بأكملة

سنين عشرة من السعادة الحقيقية

السعادة الواقعية التي تحمل الالم والحزن والدفء والحب

إصيبت بداء خبيث

حملتها وقادرنا إلى الخارج في رحلة علاج أستمرت بضعة أشهر

أخبرني الطبيب أن كل شيء منتهي

المسألة مسألة وقت


وفي صباح يوم ضبابي بارد

كانت السماء غائمة جدا

كنت أمسك بيدها المرتجفة في المستشفى

قالت لي أفتح النافذة أريد أن أستنشق هواء نقي

فتحت لها النافذة فلاحت السماء من بعيد

كانت قطرات المطر المتوقف حديثا متعلقة بأوراق الشجر

المنظر كان مشحونا بالالم والتأثر


اخذت نفساً عميقا والالم يحفر بجسدها النحيل

ابتسمت لي بفرح .. وتمتمت ..أحبك... ثم أسلمت روحها إلى بارئها


في الطائرة وانا عائد للوطن

كان المنظر مشابه ليوم الوداع

ولم أجد لدي أي دمع

لم أبكيها

وجدت أن أي دمعة ستكون بلا معنى


عدت وحيداً من جديد

لم أستطع أن أكمل


من الصعب بعد كل هذا العمر أن تعود للمربع الأول

ذهبت إلى منزلنا .. ووجدتها في كل بقعة منه

أين أهرب

وليس لي مفر



وضعت رأسي على الوسادة التي جمعت رأسينا معاً

وأغمضت عيني بهدوء تام عازما على اللحاق بها في الضفة الأخرى من هذه الحياة


7/01/2010

الطريق في قلبك



السماء صافية على غير العادة هذه المرة

ولا حتى نجمة واحدة يستدل بها طريقه

أضاع كل شيء .. مثلما يضيع الطريق منه الأن


حاول تذكر الأتجاه الصحيح .. أعتصر كل تفكيره ولما تنزل قطرة واحدة

الطريق مظلم والأتجاهات كلها متداخلة

قرر أن ينتظر الصباح حتى وأن طال إنتظاره


جمع أوراق الشجر المتناثرة بيد عمياء جراء الظلمة الحالكة

توسد ما جمعه وأغمض جفنيه بتكاسل محاولا النوم


بلحظة اختلط فيها الواقع بالخيال تراءت له عيون كثيرة تتربص به

اعتراه خوف مباغت وأغمض جفنيه بقوة مسلماً أمره للقدر


كان متعب جداً.. أنهكه صبر ثقيل وخطى ضائعة دوماً..

هو يبحث عن طريقه منذ عمر

و لازل يجهل الأتجاهات


كان نومه مخيفا .. كلما تراخت أطرافه بسحر السبات هبت الكوابيس واعادته إلى الظلام

الظلام صديقه الأبدي

ظله الحارس .. وقدره المرير


لا يدري متى تسلل الفجر ، لكنه فتح عينيه على شمس حنونة تلامس أوراق الشجر بحنو ورقة

كانت أمامه تماما زهرة ضاحك تفتحت لتوها

فكر في قطفها لكنه أحجم وتركها لإبتسامة وليدة قد لا تطول كثيراً

حمل بقايا احلامه وهمة لا تلين وقرر أن يسلك هذا الأتجاه


قال في نفسه والوحدة تحاوطه من كل جانب

كل الطرق تؤدي إلى الحياة ... لن أغير وجهتي هذه المرة حتى وإن لم يكن هذا الاتجاه هو ما ابحث عنه

يجب أن أتكيف مع طريقي الجديد مهما كلفني الأمر

فإلى متى هذا السير دون فائدة

لقد اضعت الطريق منذ فترة .. واتعبني البحث

فلأكمل الطريق إلى أخره .. فلأبني لي عالماً جديداً


سار بخطى حثيثة

ولاول مرة يلحظ أن العصافير تحوم حوله بسعادة

والنباتات تتنفس الصباح بفرح غامر .. ملأ رئتيه بهواء نقي وقلبه بأحلام جديدة

وقرر أن يرمي وراء ظهره زيف الزائفين

وخداع البحث عن الطريق الذي يريد


ربما أدرك متأخراً أن متعة الأكتشاف والمحاولة أكثر جدوة من البحث عن طريق يقبع في الذاكرة فقط

لكنه سعيد في هذا الصباح


لم تطل خطواته كثيراً قبل أن تبزغ أمامه فسحة الأمل التي أخلفت ليله الطويل


لأول مرة يشعر أن الحياة كلها في كانت داخل قلبه

ولم تحتج أكثر من صباح ضاحك ووردة متفتحة كي يدركها


-----------------------------------------


أصناف البشر غريبة

هناك شخصيات تذهلك بتلونها العجيب

وتقلبها المستمر دون سبب واضح

الصراحة والصدق أفضل بكثير من اللعب على مشاعر الأخرين