10/05/2011

الأرواح والأجساد








تفضحني جميع النظرات التي اوجهها لها

ولا يمكنني ان استمر في تجاهل تثنيات جسدها المتمايل ولا نزق التنمر المطل من انحناءات وجهها ونظرات عينيها

حين تتلاقى نظراتنا اشعر بها تود لو تفترسني واتساءل هل وصلنا إلى عصر الأجساد والغرائز فقط

أين ذلك التواصل الروحي الذي ينأى بك عن لغة الغريزة ويرفعك إلى مصاف الأنقياء

تلك الحالة من التجرد والمحبة .. تلك التي تدفعك لأن تحتضن زوجتك طوال الليل دون أن تشعر بأي رغبة جسدية.. هل أصبحت هذه الحالة محض خيال أو مداعاة للأتهام بأنك ناقص؟


أتعبتني الوحدة جداً بعد سنين كثيرة قضيتها بين الأجساد

كنت أبحث عن روح .. روح ترافقني الحياة.. وتمنحني متعة دائمة خالية من أي استعباد.. فالإنسان حين يشعر بأنه تحت سطوة الجسد والرغبة يدخل في نوع من أنواع العبودية التي ندرك جميعنا انها فطرية وعلينا أن نسيقها بالتواصل الجسدي .. لكنها يجب أن لاتطقى علينا بصورة قاسية و مريرة نفقد معها المتع الأخرى .. المتع الروحية


أرتبطت اقدارنا ببعضها .. ووجدتها انثى مثالية للمؤمنين بفحولة الرجال .. فتاة نزقة تقطر من عينيها رغبة لا تنضب .. لكنها لا تملك روح.
لا تفهم متعة الأرواح

كل ماتريده أن تشعر بأنوثتها الطاغية التي بدأت تسبب لي الكثير من المشاكل.. وانا أبداً لم أكن أحتاج لهذه المشاكل।
قلت لها ذات ليلة .. وكانت روحي مرتعشة وتبحث عن سكن .. " ظميني" فوجدها تنهال عليّ بجسد لين جداً .. ودون شعور دفعتها بعيداً .. ومضيت من أمامها .. أنزويت في ركن قصي وبكيت .
بعد تلك الليلة حدثت جفوة كبيرة بيننا .. لم أعد أنتظر منها شيء يمكنه أن يلبي حاجة روحي لأنيس .
داهمتني وحدة قاسية .. اكثر بكثير من ماكنت أشعر به قبل الارتباط . وانحدرت حياتنا إلى مفاصل قدرية .. فلم أجد بداً من الانفصال لأنني فقدت معها حتى المتعة الجسدية .. فرغم اكتناز شفتيها و حرارة جسدها لم أكن أشعر معها سوى بالخواء والبرود.
أنفصلنا .. وعدت اقارع وحدتي وأبحث عن أمل يمنحني الدافع .. كنت أحتاج لدافع حتى أعرف سر روحي الشفافة التي تطارد أسرار مبهمة وتترك واقع جلي.. لست أعرف لماذا أحتاج أكثر من جسد ساخن وشفاة مكتنزة.
ظللت أطارد أطياف كثيرة ، وأعيش معها قصصاَ شتى، وأبحث في واقع جسدي .. عن روح .. روح تفهم معنى التواصل الانساني والحب الداخلي .. روح تفهم ما يعنيه أن نقضي ساعات طوال بحديث تافه.. أو أن ننام متلاصقين دون أي كلمة.. أو نتشاجر بحدة ثم نتصالح بمحبة.
لكنني وبعد سنين اخرى طوال .. أكتشفت أن الأروح بدأت تذوي إلى الفناء .. وقامت دولة كبيرة جداً من الأجساد العاهرة بالسليقة.
لغة الأجساد تقتل الجميع ولا مهرب من المواجهة.
كل شيء في الحياة الحالية يدفع الناس إلى وضع عقولها في أعضاءها التناسلية. طغت لغة تعيسة لا تعرف سوى الممارسة ولا تؤمن أطلاقاً بالنظريات.
الروح ياسادة هي الأهم والأجدى والأنفع .. الروح هي المخلّص.. والمنتهى.. والخلاصة. فلنحييها من جديد ونتجرد من رغباتنا الخاسرة، رغباتنا المتسلطة المستعبدة لكل ماهو جميل في دواخلنا.
........


سأنام الأن مثلما تفعل كل الكائنات
سأحتضن فراشي وأنام .. وأحلم بذلك المخلوق الذي يتحول إلى غيمة
كم فكرت أن لا أنام أبداً .. لكني مثل كل الكائنات لابد أن أنام
أنا لست مختلف .. اقول لكم جميعاً لست مختلفا .. فأنا أيضاً أنام.
ذلك المخلوق (الغيمة) هو ما يجعل أحلامي هانئة
إنه يمنحني المتعة .. المتعة التي تجعل للحياة معنى
لكني رغم هذه المتعة وكل شيء اخر، أظل اتساءل .. مامعنى الحياة
ترى ... مامعنى الحياة ؟
......
بلانكو

10 comments:

Anonymous said...

لكل انسان وقت يجري الحديث هاذا مع نفسه حديث الارواح مو ضروري يحب الانسان فقط البشر ممكن ان نحب الطبيعه الاشجار والنباتات شروق الشمس غروبها الافق الجميل البحر وامواجه الخريف الربيع حركة الاشجار واصوات العصافير الانصات لصوت الطبيعه الهدوء والسكون حبنا لطبيعه بحوناتها ونباتاتها كل هذا من حديث الارواح الذي تبحث عنه وليس من الضروره ان تجده عند البشر ابحث عن الروح في الرسم الموسيقا القراءه وكما قلت سابقا في الطبيعه

Hussain.Makki said...

إن في الحياة رسالة على كلّ شخص فينا تقديمها، والروح المُتمثّلة في حياتك هيَ هديّة وعطاء من الرّب الجليل ..

موسيقى حروفك، تبثّ العظمة في في عروق القرّاء .. كلّنا نبحث ونبحث ونبحث .. وقبل أن تُسلب منّا الحياة التي نعيشها، نجد ما نبحث عنه .. لأنّ الحكمة في رحلة الحياة أعظم من هدف واحد ..

سلة ميوّة said...

أحيانا..

تبحث في عين من تحب عن صديق!
لا عاشق ولهان!!

فالصداقة أسمى تواصل في الوجود...


يؤلمني أن تشعر بالخواء والانزواء الروحي، أو بطل القصة على ما اعتقد..


لكن المسألة تأسهل بكثير مما تتصور...


إن كنت تبحث عن الأرواح..
فكيف تظن ملاقاتها في العروض الجسدية!!


اذهب إلى ذاك المكان..

حيث العرض يقتصر على الروح لا غير...


هناك حيث لا مرايا...ولا انعكاسات..كُل شيء شفاف ترى من خلاله...


هناك... ستلقى حتما ما تبحث عنه


مودتي

7osen said...

غير معرف

ياهلا ومرحبا

أنا أختلف معاك رغم صحة كلامك إن الإنسان ممكن يحب الطبيعة ويندمج معها .. إلا إنه لا يستطيع أبداً أن يستغنى عن الإنسان .. اياً فيني دون الأخر لايمكنه أن يعيش بسعادة .. سعادتنا مرتبطة في الأخر شئنا أن أبينا
:)

7osen said...

اخي حسين

اهلا وسهلا فيك
وشكرا على كلماتك الجميلة

فعلا لكل منا رسالة في هذه الحياة عليه أن يؤديها على أكمل وجه

والروح هي الخلاص بنظري من كل العوالق التي تخلفها فينا الحياة

شكرا لصدق كلماتك
ألف تحية

7osen said...

سلة

ياهلا ومرحبا

أة يا سلة ..لو فقط استدل على طريق ذلك المكان

كل ما أريده فقط أن أصل إلى هناك

لكنني وياللأسف لم أعرف الطريق بعد

:(

Anonymous said...

ان تعيش وحيدا خيرا لك من العيش مع انسان تشعر معه بالوحده لاونقدر نستغني عن البشر ونعيش بسعادة من قالك ان السعادة موجوده بين البشر بس احيانا اقراء كتاب واعيش مع الكاتب افكاره وحكمته واشعر بسعادة مو موجوده عند البشر ولكن حسيتها مع الكتاب كانني اعيش احداثها شرايك جرب بعيد عن وهم وجود السعادة فقط بين البشر

7osen said...

اهلا بك مجددا

فعلا ممكن نشعر بالسعادة مع كتاب أو مع الطبيعة بلحظات معينة

لكني اعتقد إن سعادتنا لايمكن تكمل إلا مع البشر

لأن الإنسان بفطرته كائن اجتماعي .. لايستطيع أن يشعر بالسعادة إذا كان وحيداً

:)

Anonymous said...

ان تكون وحيدا وبعيدا عن البشر انت والهدوء والسكون تشعر بالصفاء الروحي والسمو انت وروحك فقط الا تبحث عن الروح هي بالوحده والتعايش مع الطبيعه بعيدا عن ضؤ ضاء البشر وعقدهم وصدقني اكو بشر عاشو بعيدا عن الناس وهم سعداء

Anonymous said...

الجسد ياصديقي اداة للروح
لن نستطيع التواصل مع الآخرين الا عبره
فمهما تواصلت الارواح يظل هناك فراغ كبير داخلنا لن يملئه الا تعانق الاجساد
الروح ليست الاهم ولكن لقاء الارواح قبل الاجساد هو الاهم