
صباح كويتي في شهر يونيو ،، الساعة الثامنة صباحاً ،، الشمس حارقة جداً
أتجول في سيارتي بعد أن أجريت مكالمة هاتفية في مقر عمل وطلبت ورقة ( طبية ) لأني اليوم
متعب قليلاً ولا أستطيع العمل ،، رغم أن اليوم في بدايتة إلا أن الشمس حارة جداً
لم أستطع مقاومة رغبتي في التجول رغم حاجتي للنوم لكي أستعيد عافيتي
عافيتي ؟؟
ماذا أريد بها ،،، المهم أن أستمتع بهذا الصباح
هواء جهاز التبريد يعانق وجهي ويبعث في داخلي أحساس بالأنتعاش
وصوت الموسيقى يجعل مشاعري تتوحد
التعب بالراحة ،،،، والأسى بالأمل
أحتاج فنجان من القهوة في أجواء هادئة لكي أستمتع بالتأمل والتحليل ،،
أرجئت فكرة القهوة ،، لا أريد أن أقادر سيارتي ،، أنا مستمتع وهذا هو المهم
تأخذني أفكاري إلى ليلة البارحة ،،، لم أستطع النوم ،، كانت الأفكار سيل من الأشواك والصحو
تأبى أن تمنحني لحظة غفو واحدة ،،، لا أعرف ماهي علتي مع الليل ،، لا أستطيع أن أنامه
كأنني على موعد مع العذاب في كل ليلة أخلد فيها إلى السرير
أنا مخلوق ليلي عيوني لا تغمض إلا نهاراً ،، الليل هو سر نفسي المبعثرة ،، هو إنعكاس لداخلي الغاتم
الليل هو ستاري الذي أتظلل به ،، وهو موتي المؤقت
في كل ليلة أجرب أحساس الأموات وأعود إلى الحياة مع طلائع النور
أصحو من غفوة أفكاري هذه على صوت جهاز التنبيه في السيارة من خلفي
الضوء الأخضر كان يشير إلى الأنطلاق وأنا أقف بلا حراك أطارد خيالاتي المنهمرة
أستمر في السير بغير هدى ،،يلفت إنتباهي إعلان كبير يطالب الناس بترشيد إنفاق الكهرباء والماء
أضحك بتهكم ،،، برغم كل إمكاناتنا المادية الهائلة لا زلنا نعاني من تخلف كبير في التخطيط
نحن شعوب العالم الثالث لدينا أزمة عقول حقيقية ،،، الأنا متضخمة لحد الأنفجار
أعتقد بأننا ننتظر الطوفان ببلادة حانقة ،، أووووه ،، مالي وهذا الحديث
لا أريد أن أرفع درجة حرارة نفسي إلى حدود القهر ،، أريدها هادئة باردة
أريد أن أستمر في حياتي بسلام وأبتعد عن السياسة والحياة العامة
لأن المستقبل العام ( رغم التفائل المطلوب ) لا يبشر بالخير ؟؟
فالأنظر إالى نفسي ،، إنني أشبه واقعنا لحد التطابق ،، أنا أيضاً متخلف وأعمى ولا أرى إلا السواد
أطارد السواد ،، رغم النور المشع والمتدفق من وجه هذا الملاك البريء الذي يرافقني
اظل دائماً أبحث عن ذالك الشيطان المتخفي بثياب الملائكة ،، أأأأأه كم أكرهك وأكره نفسي
مرة أخرى أفيق على جهاز التنبيه من السيارة التي تجاورني ،، هذه المرة كدت أن أصتدم بها
من الأفضل أن أذهب إلى البيت
ركنت سيارتي في المرآب ودلفت إلى الداخل ،،، القيت التحية على والدتي من بعيد
وصعدت إلى غرفتي ،، كانت باردة جداً جداً
أندسيت تحت غطائي الوثير وأنا أشعر برغبة عارمة في النوم سنة كاملة
تهدهدت صور جميلة وأثقلت جفوني ،، إني أدخل في اللحظة الحاسمة
اللحظة التي لا يمكن الأمساك بها ،، لحظة دخول النوم
كان طعم قبلتك الخرافية أيها الشيطان هو أخر ماشعرت به تلك اللحظة
إنني سيء ،، أنا سيء ،، لأنني رغم كل التجارب السابقة دائماً أعيد الكرة