5/28/2010

الطريق الصحيح



قصة
.......
فجأة أصبح كل شيء هزيل ومتضعضع




عندما توفيت والدتي التي قضيت في كنف أهلها وطرا طويلا من عمري أضطررت أن أعود إلى أبي البعيد وأخوتي الذين لا أعرفهم جيداً


والدتي كانت مختلفة عن مذهب أبي .. أنا ولدها الصغير الذي خرجت به من بيت والدي بعد الانفصال بينما بقوا أخوتي الثلاث الأكبر سناً معه، كنت بطبيعة الحال معتنق مذهب والدتي وأخوالي المتدينين كثيراً .. لكني عندما عدت إلى والدي وجدتهم على النقيض تماماً


أخوتي متدين جداً على الطرف الأخر


في البداية لم أجد مضايقة منهم لكنهم ما لبثوا إلا وانهالوا عليّ بالنصائح


وجرجروا أقدامي إلى المحاضرات الدينة لبعض الدعاة المعروفين كانوا يركزون على أخذي إلى المحضرات التي تتحدث عن صحة مذهبهم وتفنيد أفكار وأسس المذاهب الأخرى .. كنت مهتم جداً وأستمع بانصات وتفكر كبيرين


وعندما أجد نفسي مقتنعاً تماما


أركض إلى أخوالي وأقول لهم كل ماسمعت .. فيضحكون بثقة ويسوقون لي من الحديث ما يعيدني إلى صفهم




وجدت نفسي حائر بين الطرفين لا أعرف ما أريد


أسمع هذه الجهة فأجدها على الحق


وأنصت للأخرى وأيضا أجدها على حق




لم أكن اعرف ما اصنع


وجدت نفسي أبحث عن الحقيقة من خلال القراءة... قرأت للجميع


ولم تزدني القراءة إلا حيرة وضياع بعد أن وجدت نفسي انساق نحو افكار جانب ثالث ... جماعة الوجوديين


الذين لا يؤمنون إلا بصوت العقل .. والذين تبدو أفكارهم أيضاً منطقية وصحيحة ؟




كنت احضر مناسبت الجميع


وأستمع للكل عليّ أهتدي إلى طريق النجاة




كنت أفكر بعمق وأحاول الوصل إلى البداية بعقلي


الله خلقنا جميعا ، ثم ماذا حدث


لماذا كل هذه الأفكار والمذاهب والعداوات بين الناس التي قد تصل إلى اقتراف الجرائم


وقتل أحدنا الأخر




الجميع يزينون الكلام ويدعمونه بالأقول والأيات التي تثبت صحته


والجميع يبدون على حق




لكن الجميع ينسون أننا محكومون بالتقليد الأعمى والأنجرار وراء من سبقونا الذين أنجروا هم أيضا وراء من سبقوهم


وربما ايضا الذين سبقوا من سبقونا قد أنجروا وراء من سبقهم




هي دائرة ليس لها أخر


والحقيقة غائبة تماما والسبب الإنسان الشرير المضلل .. الذي لا يتوانا عن طمس الحقيقة من أجل مصلحة أو هدف شخصي


ضارباً بعرض الحائط مصائر الناس وأنجرافهم وراء الزيف




قضيت وقتاً طويلاً وأنا تفترسني الحيرة ويتناهبني القلق والضياع


كنت في صف الجميع دون أن أكون منهم




وعندما لم أجد حلاً لعقلي الذي لم يعي الحقيقة ولم يهتدي إلى الطريق الصحيح كما يزعمون


قررتي أن أعيش مثلما يجب علي أن أفعل




أحب الحياة .. أحترم نفسي والأخرين .. امنح فطرتي ماتريد دون قيود


قررت المحاولة أن أكون مجرد إنسان


امنح السعادة للغير إن استطعت .. اخذ وأعطي بعدل .. لا أظلم أحداً .. أنام وأنا اشعر بالطمأنينة والفرح




وجدت نفسي مرتاح جداً بهذا الأسلوب ، رغم أصابع القلق التي تعبث أحيانا بهدوئي وتقودني إلى التساؤل عن الطريق الصحيح


الطريق الصحيح الذي لم أعرفه بعد


والذي أجد صعوبة بالوصل إليه (إن كان موجود أصلاً)؟؟


----------------------




بعيداً عن الحياة




عندما تجيئين تفقد الأشياء معناها


وتبدو كل النجوم وجوه حمقاء مترهلة


ويبكي القمر إنزوائه ووحدته


عندما تجيئين يضحك القلب بطفولة


وتدمع العيون بصدق


عندما تجيئين


تهيئلي سعادة الروح درباً إلى الأمان


وتسمو نفسي فوق حياتهم لتعانق عينيك بصمت




فقط عندما تجيئين






12 comments:

سلة ميوّة said...

قصة متميزة...

هل تحمل رسالة ما؟؟؟


اما عن بعيداً عن الحياة...


رائعه..لدرجة أني قرأتها مرارا ً..


جميل مايخطه قلمك..



ودّي

Anonymous said...
This comment has been removed by the author.
Anonymous said...

سلام




عبير

حَافِـيَةُ الَقَدمَيّـنْ ولِبَاسِي المَطـرْ said...

البحث في الكتب الموثوقة
التي لم تتعرض للتحريف , إن كان في نطاق المذاهب , التعليم , الثقافة
يقود المرء إلى الصواب


سعدت بالحلول هنا

7osen said...

سلة

ياهلا والله

هذا النوع من الناس رأيته بكثرة
لا يعرف اين يقف رغم صفاء نفسه

شكرا لك عزيزتي
أتمنالك كل الخير

............
عبير
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

:)
........
حافية
ياهلا والله ومرحبتين

أنا اعتقد أن الصواب واضح ولا يحتاج إلى الكثير من البحث
بل الفطرة السليمة أحيانا تكفي

تحياتي لك حافية
أتمنالك كل الخير

Anonymous said...

السلام عليكم
وماهو الصواب ؟







عبير

7osen said...

عبير

ياهلا

حقيقة
لا اعرف ماهو الصواب
وكل فرد يراه على حسب اعتقاده

تحياتي لك

Yara said...

قالت من أنت قلت مجموعة أنسان
من كل ضد وضد تلقين فيني
،
،
كلما الأنسان ارتفع وسما تقل عنده القدرة لرفض الآخر

صباحك ود

الجودي said...

7asen

حبيت اقدم لك دعوة لتاج السلطاني

اتمنى تشرفني بقبوله للإطلاع

http://aljoudi.blogspot.com/2010/05/reemas.html

شكرا لك

الجودي said...

أنا ماعلقت على البوست و إنت تكلمت عن حالة ملموسه في المجتمع ومو بس أولاد زواجات المذاهب المختلفه مشتتين وإلي يكونون على ديانات مختلفه يعني في مره شفت كويتي متزوج من بانكوك عيالهم شنو بيكونون على اي دين و غير الجيل المسيحي إلي طالع وبسبب أمهاتهم


و الله المستعان

موضوع قوي معبر

شكرا لك

ولاء العُريبي said...

موضوع جميل جداً رُغم إن القرار المحايد لم يعجبني
واجبٌ علي أن أعتقد بصحة مذهبي لا أن أقف مابين المذهبين
ذاكـَ لا يعني عدم احترام المذهب الآخر
فلكم دينكم ولي دين ..

Anonymous said...

متابعة لمدونتك من فترة
بصراحة اسلوبك في الكتابة مميز
اتمنالك التوفيق..